النفود، بحر ومن لا يعرفها يغرق برمالها، مقاربة رددها سكان صحراء النفود شمال المملكة لامتداد رمال النفود مسافة تقارب 400 كلم بجغرافيتها المتشابهة، وتقع على ضفافها أربع مناطق رئيسة حائل والجوف والحدود الشمالية وتبوك.
ومنذ أن أدار قطار الشمال رحلاته، وسلكت المركبات طريق حائل الجوف الدولي، انتزعت هيبة الصحراء، وجزئت إلى قسمين شرقية وغربية، بعد أن أوجدا مشروع القطار وبجواره الطريق وتم تسييجه بالكامل لضمان عدم عبور المواشي.
"الوطن" سلكت طريق حائل الجوف وراقبت سكة القطار، من بداية النفود ورصدت تنفيذ ثلاث جسور للمركبات على طريق الجوف "العليم"، يليه آخر بمسافة تناهز 100 كلم عن السكة.
كل ذلك حد من تواصل السكان المحليين بين الضفتين من سكان القرى وموارد المياه بالصحراء، وتنقل البدو الرحل المعتمدين على تربية المواشي لوجود جسر واحد للمركبات على طريق الجوف، وآخر على السكة على طول الصحراء، وحدد السكان معابر بدائية على طول السكة والطريق واستخدموا قواطع حديدية لربط قضبان السكة لا تتعارض مع حركة رحى القطار ليتسنى لهم العبور بسياراتهم ذات الدفع الرباعي.
وينقل الخط الحديدي الفوسفات من حزم الجلاميد بمنطقة الحدود الشمالية بمناطق التصنيع برأس الزور على الخليج العربي، مخترقا جوف الصحراء بمسافة تقارب 400 كلم من مجمل أطواله البالغة 1392 كلم، ويتبع شركة سار العائدة لصندوق الاستثمارات العامة.
وعلى طول مسافة السكة في النفود لم ينفذ سوى جسر واحد لعبور الأهالي ومواشيهم، في منتصف الصحراء، ولا يخدم سوى قاطني الجزء الشرقي من الصحراء.
وفي المقابل، قامت وزارة النقل بشق الصحراء منذ عام 2003، وأنهت العمل به بعد 2008 لتربط مناطق الشمال والدول المجاورة بالمنطقة الوسطى والخليج بطريق سريع تفوق أطواله 370 كم ويرتبط مباشرة بمناطق حائل، والجوف، نفذ فيه جسر واحد بعمق الصحراء حتى الآن، ويخدم مرتادي وقاطني الجزء الغربي من الصحراء.
ويؤكد هنا فيصل فهيد الشمري من أهالي قرية القطر وتقع في صحراء النفود، وتحجزها سكة الحديد من الوصول للضفة الثانية من السكة وطريق حائل الجوف، أن الوضع الحالي يصعب من جلب احتياجات القرية وسكان القرى وحتى مدينة حائل، ويوضح فيصل الذي يعمل معلما في مورد الحفر إن سكة القطار تشكل لهم هاجسا كبيرا، كونها عزلتهم عن محيطهم، مشددا على أنهم اضطروا إلى استخدام معابر بدائية أخرى.
وأضاف المعلم فيصل أنهم يضطرون أيضاً إلى الانتظار زهاء الساعة حتى يكتمل عبور القطار وعرباته حال مروره في رحلاته المعتادة، وتساءل فيصل في حالة إسعاف مريض ومر القطار ماذا نفعل؟
ونوه فيصل إلى أن البدو وسكان القرى وموارد المياه ومنها الرديفة والحفر والغزالة والغضاة، حدت من حركة تنقلاتهم بحثا عن الكلأ لمواشيهم، لعدم استطاعتهم العبور بجمالهم وخاصة غربي الصحراء كون السكة مسيجة والطريق أيضاً، ولا يوجد معبر، وطالب الشمري مسؤولي وزارة النقل وشركة سار بإيجاد جسور لعبور المواشي والمركبات للتسهيل على السكان المحليين.