يفضل الكثير من الآباء قضاء أوقات رحلاتهم الخلوية البحرية على الشاطئ الرملي مع أبنائهم، ويعتبرونها من أفضل الأوقات الممتعة صحياً، فضلاً عن اكتشاف مواهب الأطفال من خلال نحتهم على الرمال لمجسمات مختلفة، أو محاكاتهم لأحلامهم، فمنهم من يحلم بامتلاك سيارة فارهة، أو لعبة ما، فيبادر بنحتها.
وبين معلم التربية الفنية عبدالله الشهيل لـ"الوطن"، أن رمال الشاطئ بيئة جاذبة للأطفال، وخاصة طلاب المرحلة الابتدائية، فهي مع نظافتها وخلوها من الشوائب تساعد بشكل سريع على تعلم فنون النحت والرسم، ومع ليونتها وألوانها المتغيرة يستطيع الأطفال التلاعب بها كيفما شاؤوا، تماماً مثل العجينة في يد الطاهي، وبطبيعة تكوينها المتماسك نوعاً فهي صالحة للبقاء طويلاً بعد النحت ويستمتعون بها لفترة زمنية طوال الرحلة، على العكس من كراسة الرسم التي تفرض عليهم نمطاً معيناً وأسلوباً تحده بعض المعوقات والملل.
وقال والد حبيب الموسى الذي التقته "الوطن" هناك، إنه يأتي باستمرار إلى شاطئ العقير بالأحساء، ويختار قضاء وقت الرحلة بين رمال الشاطئ، ويفضلها أبناؤه على الشاطئ السياحي الجديد، رغم فوارق الخدمات، حيث ينخرط مع أبنائه ويشاركهم اللعب، خصوصاً أن الأجواء الربيعية التي تحل ضيفاً خفيفاً على الأحساء تساعد للبقاء في الشاطئ لأوقات متأخرة دون الشعور بالملل.
وذكر حسن علي "متنزه"، أن الراحة التي يجدها الأبناء على الشاطئ تختلف تماماً عن أية مكان، ويزداد فرحهم عندما يشاركهم الأب والعم اللعب معهم، وترى ذلك ينعكس نفسياً على وجوههم، فمن لعبة إلى أخرى لا ينتهي المرح معهم، وأمام هذه الأجواء البحرية الفنية يستمتع آباء بمشاهدة أبنائهم وهو يلعبون وينحتون، وتكون حكاية إعداد الشاي على الجمر المسيطرة على المشهد، حكاية طالما انتظرها الجميع وتوزعت مشاهدها بين البحر والجمر والرمل.