اكتشف بعض طلابي تشجيعي لنادي الاتحاد في مبارياته الأخيرة من خلال تغريداتي في التويتر. وقد شدهم حماسي فشاركوني التغريد بتعليقات طريفة ولم ينسوا أنفسهم من المكسب فطالبوني على سبيل المزاح بهدية الفوز (بونس درجات) فما هو السبب الذي جعلني أستعير حماس الشباب وأغرد معهم وأظهر تشجيعي في العلن؟ هل المسألة تنحصر في كرة القدم أم في شيء آخر؟

المسألة أبعد من كرة القدم التي تبدو ببساطة كأنها إنجاز لمشروع بطولي بأيدي شباب عجز عن تحقيقه كبار اللاعبين طوال السنوات الماضية. فقد حققوا نجاحا غير مسبوق خاصة أن إدارة نادي الاتحاد شكلت الفريق خلال شهر واحد وفي وقت عصيب بقرار مفاجئ لكنه مصيري ومدروس خلاصته (التغيير) ويعني تغيير فريق الكبار وإبداله بالصغار ليقودوا المرحلة القادمة بصبر حتى لو طال الانتظار 3 سنوات. لكن الشيء اللافت أن شباب الاتحاد جابوا البطولة في دوري الأبطال لكأس خادم الحرمين خلال 3 أسابيع وهي بطولة كبيرة وغالية.

تتلخص قصة الإنجاز في ثلاث جمل: أولاها أن فريق الكبار الذي حقق بطولات عديدة لم يعد قادرا على المواصلة. الثانية تخوف الإدارات المتعاقبة من تغيير الكبار نظرا لتاريخهم وغضبة الجمهور معهم، فأصبحت إدارة الفريق تحت ضغط قوة اللاعبين الذين لم يعجبهم حتى أحسن مدربي العالم. الجملة الثالثة، تأخرالفريق عن البطولات حتى أصبح صيدا لأضعف الفرق.

إذاً المسألة إدارية واستراتيجية متعددة تشمل إدارة الأزمات واتخاذ القرار وتتطلب بناء الثقة في النفس وتغيير الخطأ بدلا من الاستسلام له. كل ذلك حققه فريق الاتحاد. من أجل ذلك جاء قرار إعطاء الفرصة للشباب مثالا للمشروع الاستراتيجي الذي نحتاجه وبالتالي واجبنا تمكين الشباب منه. ومن أجل ذلك تعمدت إظهار تشجيعي العلني وأفصحت عنه بكل وضوح لتقوية ثقة أولادنا وبناتنا بأنفسهم.