لم تعد "المياه الجوفية" إشكالية حبيسة باطن الأرض، بل أصبحت كرة تتقاذفها الجهات المسؤولة عن معالجتها، في ظل كثرة شكاوي المواطنين القاطنين بمخطط الحرمين بشمال جدة، وعدد من مخططات قويزة بشرق المدينة، وبخاصة مخطط فرج المساعد، الذي ما يزال يعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وما يتبع ذلك من تلوث وانتشار للأوبئة والقوارض.

ولكن الجديد في الأمر هو إطلالة أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس، على منصة "الفيس بوك"، لتبرئة الأمانة من مسؤوليتها عن معالجة تفاقم أزمة ارتفاع منسوب المياه الجوفية على مستوى مدينة جدة.

وحاول أبو راس، عبر ما يمكن تسميته ببيان المسؤول الأول في أمانة جدة، توجيه المسؤولية إلى جهة أخرى حددها بشركة المياه الوطنية، وساق أبو راس عددا من "الدفوعات القانونية".

وقال: "إن مسؤولية تخفيض منسوب المياه الجوفية على مستوى مدينة جدة، ومنها بالطبع حي الحرمين هي مسؤلية شركة المياه الوطنية بموجب تكليف اللجنة الوزارية لمشروع الأمطار والسيول بمحافظة جدة".

لم يكتف أبو راس بذلك فقط، بل استند إلى "باب الإثباتات والبراهين"، التي ذكر فيها أن شركة المياه الوطنية أفادت في أكثر من تصريح صحفي، أن المشروع "قيد الترسية من طرفهم بحكم مسؤوليتهم".

واعتمد الدكتور أبو راس في عملية "حل جهته" على خطاب صادر من وزارة الشؤون البلدية والقروية لوزارة المياه والكهرباء، بطلب سرعة تنفيذ المشروع تخفيفا لمعاناة سكان حي الحرمين".

وحدد بشكل مباشر مسؤولية الأمانة ومهامها في أعمال السفلتة والأرصفة، وأكد أنها ستبدأ فور انتهاء مشروع تخفيض منسوب المياه الجوفية، مرجعا ذلك بأنها لن تكون ذات جدوى في ظل عدم معالجة المياه الجوفية.

تداعيات "المياه الجوفية" كانت خلال الفترات القريبة مسرحا لتبادل التصريحات بين الأمانة و"المياه الوطنية"، ويمكن إلى تصريح سابق لمدير وحدة أعمال شركة المياه الوطنية في جدة المهندس عبدالله العساف لـ"الوطن" في السابع والعشرين من يناير الماضي، أن معالجة مياه الصرف الصحي والمياه الجوفية في مخطط الحرمين من ضمن المناطق التي أسندت للشركة منذ عام، بأمر من أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وكانت في السابق من صلاحيات الأمانة.