قال دبلوماسي غربي كبير لـ"الوطن" إن خشية إسرائيل من انهيار السلطة الفلسطينية دفعتها للاستجابة لطلب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير باستئناف تحويل الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية بعد احتجازها منذ شهرين. وأضاف الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه "نتنياهو يخشى انهيار السلطة الفلسطينية وهو بالتأكيد لا يريد أن يتهم بالتسبب في ذلك، كما يخشى تبعات هذا الانهيار؛ ولذلك فقد قرر الاستجابة للطلب ووجه تعليماته بصرف نحو 100 مليون دولار من الأموال المستحقة إلى رام الله". وقد سادت تقديرات في الأوساط الدبلوماسية الغربية بأن السلطة في طريقها للزوال نتيجة عدم تمكنها من دفع رواتب موظفيها، الذين بدؤوا إضراباً غير مسبوق، كما لم تعد قادرة على دفع الديون المستحقة عليها للقطاع الخاص ما ألقى بظلالٍ قاتمة على مستقبله. وكانت تل أبيب قد أوقفت تحويل الأموال التي تجمعها نيابة عن السلطة منذ شهر أكتوبر من العام الماضي، وتم تحويلها لسداد ديون مستحقة لشركة الكهرباء الإسرائيلية.
من جهة ثانية نفى عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق أن يكون رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل قد فوَّض العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لإبلاغ الرئيس الأميركي باراك أوباما بقبول حل الدولتين، وهو ما يعني دولة فلسطينية على حدود 1967 إلى جانب دولة إسرائيل. وقال الرشق "نحن في حماس نؤكد أنه لا أساس من الصحة لتلك المزاعم، فلم يتم التطرق للموضوع خلال لقاء الأخ خالد مشعل مع العاهل الأردني الذي تركز حول مناقشة الوضع الفلسطيني بشكلٍ عام وملف المصالحة الوطنية والأوضاع في المنطقة، وطرح مشعل مواقف حركة حماس ورؤيتها المعروفة حول القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، وكذلك الموقف والرؤية تجاه الدولة الفلسطينية المستندة إلى الثوابت الوطنية".
في سياقٍ منفصل رحبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي باستنتاجات وتوصيات تقرير مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الوضع في الأراضي الفلسطينية ووصفته بأنه "واضح وجريء وشجاع". وقالت "يشخّص التقرير الممارسات الإسرائيلية غير القانونية بدون أية مواربة، ويقدم استخلاصات واستنتاجات، وما يتطلبه ذلك من خطوات عملية وإلزامية. فهو يضع كل أنواع الاستيطان الإسرائيلي باعتبارها جرائم حرب، ويدرجها في سياق محكمة الجنايات الدولية لانتهاكها ميثاق روما، مما يضع إسرائيل تحت طائلة الملاحقة القضائية. كما يطالب بالبدء في سحب المستوطنين فوراً وبدون أي شروط". ووصل التقرير إلى الاستنتاج بأن الهدف من عنف وإرهاب المستوطنين هو طرد الفلسطينيين من أرضهم، وإفساح المجال أمام توسيع الاستيطان، مما يجعلنا نستخلص أن هذا شكل صريح من أشكال التطهير العرقي".