عشنا صداعاً عنيفا طوال الأشهر الستة الماضية عن خطة التقشف التي تعيشها كرة القدم العالمية والأوروبية بسبب الخسائر الحادة التي عانتها أغلب الأندية.. وتسببت في إفلاس بعضها وتعرض أندية عريقة للهبوط إلى درجات أدنى في مسابقات الدوري المحلي بسبب عجزها عن سداد ديونها.
وتبارى الجميع في سرد عناصر التقشف المتنوعة لإنقاذ كرة القدم من الانهيار بعد سنوات طويلة من الإسراف الفظيع الذي رفع أسعار عدد من اللاعبين فوق حاجز مئة مليون دولار.. وتأكدنا أن سوق الانتقالات فى صيف 2013 ستكون الأضعف على كل الأصعدة، سواء فى عدد المنتقلين وأسعارهم أو رواتبهم.. وجاء الصيف وانفتحت الأسواق وسقطت التوقعات واكتشفنا أن كل ما قيل لم يكن صحيحاً.
برشلونة الإسباني ضم البرازيلي نيمار من ناديه سانتوس مقابل خمسين مليون دولار، وهو نفس الرقم الذي دفعه موناكو الفرنسي لشراء الباراجوياني فالكاو من أتليتكو مدريد الإسباني.. والمدرب البرتغالى جوزيه مورينيو فسخ عقده مع ريال مدريد الإسباني بالتراضي ليعود إلى تشيلسي الإنجليزي بعقد يزيد على 60 مليون دولار.
نهر الأموال الذي فاضت مياهه لا يزال جارياً وقارب ريال مدريد وصل بعرضه الأسطوري إلى حاجز 100 مليون دولار على توتنهام الإنجليزى لضم لاعب الوسط الإنجليزى جاريث بيل.. وأكمل تدفقه بعرض 40 مليونا أخرى لشراء الأوروجوياني سواريز من ليفربول الإنجليزي.
ومن جانبه رفع مانشستر سيتي الإنجليزي سقف عرضه إلى نابولي الإيطالي إلى 60 مليون دولار لشراء مهاجمه الأوروجوياني كافاني.. بينما تتمسك إدارة نابولي بزيادة قدرها 3 ملايين أخرى لتتخلى عن هدافها الأول.. المجموع 360 مليون دولار ثمناً لخمسة لاعبين ومدرب في الأسبوع الأول لسوق الانتقالات.. والأيام القليلة المقبلة سترفع المجموع إلى أكثر من مليار دولار بكل تأكيد..
أي تقشف هذا.. أو أي تخلف هذا؟