أنْ تكون حكَما فذلك يعني أنك أصبحت قاضياً، ولن تكون كذلك إلا عندما تمتلك أدوات الحكم، وتمتلك من الأخلاق ما يجعلك عادلا.
في arab adol، صارت أحلام عنصر الإثارة الرئيس، لا لأنها قادرة على التمييز بين جيد الفن ورديئه، ولا لأنها تمتلك ثقافة فنية تجعل آراءها تضيف إلى المشاهدين والمشاركين، بل لأنها خارج الحالة؛ فهي تحاول في كل حلقة أن تجذب الأنظار بما تتوهمه عفوية، وهو – في واقعه – قمة التصنع.
إن ما تفعله أحلام في arab adol لا يعدو أن يكون محاولات غير واعية لتعويض النقص المعرفي الذي تشعر به، بل والهروب من إبداء رأيها فيما تسمعه، لأنها غير قادرة على أن تقول رأياً مقنعاً.
في حلقة "كنتاكي" المشهورة، وبعد تقديم اللبناني زياد خوري أغنية "ولا مرّة" للموسيقار ملحم بركات، أثنى كل من راغب علامة وناسي على أدائه، ليصل الدور إلى أحلام، علها تقول شيئاً مفيدا، لكنها سكتت سكوتاً شعر معه المتابعون بأنه لا شيء لديها، وتلك هي الحقيقة، ثم بدأت تطالب بـ"الكنتاكي"، مما جعلها مثار ضحك لجنة التحكيم والجمهور الحاضر والمشاهدين، وبقيت أحلام بضع دقائق تطالب بالوجبة مهددة بالتحريض على إدارة البرنامج، من خلال "تويتر" إذا لم يصل الكنتاكي إلى غرفتها في الفندق بعد الحلقة.
في حلقة أخرى سبقت هذه، وضعت أحلام القلم لتعبر بالإشارة عن أن القلم مرفوع عن المتسابقة السورية فرح، وقالت لها: أنت فنانة مرفوع عنك القلم، ظنا منها أن ذلك مدح، وهو – كما يعلم كل ذي عقل – ذم، مما جعل الجمهور يسخر منها، وتتحول هذه الجملة إلى نكتة عكسية يداعب الأصدقاء بها بعضهم البعض.. يضحكون على أحلام ومنها، وهي تظن أنهم يضحكون لها، وما ذاك إلا بسبب وضع غير المناسب في غير المناسب، ومن وُضع في غير مكانه أتى بالعجائب.