البطاقة الائتمانية التقليدية شرٌ لا بد منه.. ومع ذلك بعض الشر أهون من بعض.. إذ لم أجد أسوأ من اقتناء البطاقات الائتمانية ذات الحد الائتماني المرتفع.. تتحول كالحجر الذي تقذفه إلى الأعلى فيسقط على رأسك.. وفي كل مرة يكبر حجم الحجر!

تقول آخر إحصائية اطلعت عليها أن قروض البطاقات الائتمانية في السعودية ارتفعت بنهاية الربع الرابع من 2012 بنسبة 3%.. الأرقام خلال العامين الماضيين تتراوح بين سبعة وثمانية مليارات.. لست اقتصادياً لكنني أجزم أن الرقم مرتفع من وجهة تظري لسببين: الأول عدم استخدام شريحة عريضة من السكان لهذه البطاقات لعدم قناعتهم بجدواها، أو عدم حاجتهم لها.. والثاني أن هناك من يرفض اقتناءها لأنه يرى حرمتها.. وهذا يعني أن تغيّر القناعات ربما سيرفع النسبة!

وبعيداً عن هذا وذاك، فإن الآلية التي تستخدمها البنوك المحلية مع عملائها الذين يقتنون هذه البطاقات فيها من الاستغلال ما الله به عليم.. ولذا فلا بد أن تفتح (مؤسسة النقد) ملف البطاقات الائتمانية.. لا بد من فرض نظام سداد مختلف عن الحالي.. لا بد من إقرار نسب أرباح، ورسوم، وجزاءات منطقية ومقبولة.. هذه البطاقات يفترض أنها وجدت للتيسير على الناس.. لكن الواقع يؤكد أنه لا يوجد مستخدم لهذه البطاقات لم ينج من متاعبها.

يقول الزميل العزيز راشد الفوزان: "كل ما كثرت بطاقات البنوك الائتمانية في جيبك؛ فاعلم أنها أحد علامات ضياعك مالياً، وديون لا تنتهي"!

أقف مع وجهة نظر زميلنا الاقتصادي الفوزان.. وما قلته في السطر الأول أكرره في السطر الأخير: البطاقة الائتمانية التقليدية شرٌ لا بد منه.. وفي ظل الوضع الحالي، ولكي تنجو من مضارها، يجب أن تتعامل معها مثل مرض السكري.. عدو مضطر لمرافقته، ومراقبته أولاً بأول!