"جمعي لـ 5 آلاف قطعة أثرية تحكي تاريخ الأحساء بشكل خاص، والمملكة بشكل عام في متحف تراثي، طوال 17 عاماً، تسبب في تأخر بناء منزلي أكثر من 4 سنوات، جراء استنزاف مبالغ مالية طائلة لشراء تلك القطع بقيمة إجمالية تجاوزت الـ 1.5 مليون ريال، كنت في أشد الحاجة لتلك المبالغ لبناء المسكن". هكذا بدأ عاشق التراث خالد بن عبدالرحمن البوعبيد، حديثه مساء أول من أمس إلى "الوطن"، عقب افتتاح الأمير عبدالعزيز بن محمد بن فهد بن جلوي متحفه الشخصي في منزله ذي الطابع التراثي بمدينة المبرز في الأحساء.
البوعبيد، بدأ شغفه بالتراث، صغيرا، بامتلاكه دلة "رسلان صغيرة"، ومع إعجابه الشديد بها، أخذ يزداد إعجابه في كل مرة يشاهد فيها قطعة تراثية في أي مكان يزوره، حتى وصل به الأمر إلى أن يبدي لصاحب القطعة الأثرية، رغبته في امتلاكها سواء بشرائها أو إهدائها. ذلك الشغف، جعله يفضل شراء القطع الأثرية على شراء مستلزمات بناء منزل العمر لأسرته، وبعد الانتهاء من بناء المنزل، خصص أكثر من نصف مساحته ليكون مقراً للمتحف.
وبين البوعبيد أن بعض تلك القطع اشتراها من داخل الأحساء والبعض الآخر من خارجها، وهناك مجموعة كبيرة اشتراها من مواقع البيع على شبكة الإنترنت من خارج المملكة، بيد أنه أكد أن جميع مقتنياته في متحفه الشخصي قديمة، وليست مصنعة حديثاً بطريقة تقليدية، لافتاً إلى أنه حرص على توفير عناصر الجذب والتشويق داخل المتحف من خلال اقتناء كل ما يمثل تاريخ الأحساء والمملكة، حتى أن أركانه قد توجز الكثير من تاريخ الأحساء قبل أكثر من 200 عام، وأن العمل جار لتحويله إلى معلم سياحي تراثي.
وأضاف أن المتحف، يضم قطعا أثرية متنوعة وعديدة وكثيرة، بينها آثار نادرة، وجرى تقسميه إلى عدة أركان مختلفة، منها المجلس "التراثي" بجميع مكوناته من سيوف وبنادق متعددة الأشكال ودلال الضيافة، والمرايا القديمة التي تحتوي برواز للصور، ومحاميس القهوة، والعملات والمسكوكات، والحلي، وعلب المواد الغذائية، وبعض الأحجار الكريمة، والأطباق والصحون وبعض الأواني القديمة، وخناجر وسكاكين قديمة، وصندوق المرأة قديماً، ومجموعة من المقررات الدراسية في بدايات التعليم في المملكة، والملابس الرياضية التي توزعها وزارة المعارف سابقاً على طلاب المدارس، ومجموعة من الأجهزة كالراديوهات القديمة والأسطوانات، والمكواة "الدوبي" التي تعمل على الغاز أو الفحم، وحافظات التمور "الجصة"، ومجموعة من ألعاب الأطفال في الحج "الصوغة التي يجلبها الحجاج من مكة المكرمة قبل 80 سنة"، بجانب مجموعة من المخطوطات النادرة ونسخ قديمة للقرآن الكريم. كما يضم المتحف مجموعة من الحرف التراثية القديمة بكامل أدواتها المختلفة، ومنها البائع في بقالة المواد الغذائية، والخباز، والحداد، والصفار، وخياط الملابس الرجالية، والنداف المتخصص في صناعة المساند القطنية والمرتبات القطنية "الدواشق"، والحلاق، والحواج "بائع الأدوية الشعبية"، والصائغ، والفصل الدراسي، والخراز.