مع زيادة التقلبات الجوية، تبرز أهمية البيانات الصادرة عن هيئة الأرصاد الجوية والتحذيرات التي يطلقها الدفاع المدني للمواطنين لتجنب السيول والمواقع الخطرة، إلا أن العديد من الرسائل النصية"sms" مجهولة المصدر تصل إلى جوالات المواطنين لتربك مخططاتهم اليومية بمعلومات غير دقيقة عن الطقس.

ويطالب أستاذ الأرصاد الجوية المساعد في كلية الملك فيصل الجوية، الدكتور ناصر السرحان، المديرية العامة للدفاع المدني بإيصال رسائلها التحذيرية للمواطنين عن الأحوال عبر وسائل الإعلام الرسمية سواءً المرئية أو المسموعة، مشيرا إلى أن المواطن لا يستطيع تحديد الجهة التي ترسل الرسائل لجواله.

وأوضح الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة، العقيد سعيد سرحان الغامدي، أن دور الدفاع المدني يقتصر على إعداد الرسالة وتحديد المنطقة المستهدفة، ومن ثم تسليمها لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لبثها عبر شركات الاتصالات، مشيرا إلى أنه لا يمكن إرسال الرسالة بشكل عشوائي أو لقاعدة بيانات محددة مسبقا.

وفيما أكد الدكتور السرحان عدم وجود موقع رسمي للدفاع المدني لإرسال رسائل الـ" sms " للمواطنين، طالب بضرورة التحقق من الجهة التي ترسل الرسائل لضمان مصداقيتها، وعدم حدوث حالة من الإرباك لدى المواطنين، لافتا إلى أنه لا يمكن الاعتماد على الجوالات الخاصة أو الهواتف في مصداقية التحذيرات. وبينما ألمح السرحان إلى وجود تقصير للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في طريقة إيصال المعلومات للمواطن، أفاد بأن المشكلة في طور البحث عن الحلول في أسرع وقت ممكن، ملمحا إلى وجود مواقع رسمية في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي وبالإمكان الاعتماد عليها كصفة رسمية موثوقة. وشدد على أهمية متابعة الأحداث والتحذيرات من قبل الجهات الرسمية، التي ترصد من قبل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، مؤكدا أنها الجهة الوحيدة التي يجب أخذ المعلومة من قبلها، محذرا من الرسائل المغلوطة، التي تهدف إلى المطالبة بمنح إجازات نظرا لسوء الأحوال الجوية. ويبين الغامدي أن الرسائل القصيرة تعد إحدى الوسائل التي يتخذها الدفاع المدني للتوجيه والتنبيه متى ما دعت الحاجة إليه، مبينا أنه يتم العمل في ذلك على جانبين، الأول يختص بغرفة القيادة والسيطرة بمديرية المنطقة، حيث يتم بث الرسائل من خلالها وتتلقاها لجان التنسيق في المحافظات، مستخدمة قاعدة بيانات موجودة مسبقا، ويمكن اختيار محافظة عن الأخرى أو كافة المحافظات.

وعن الجانب الآخر الخاص بالمواطنين والمقيمين بين أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات هي المخولة بإرسال الرسائل بعد إعدادها من قبل الدفاع المدني وتحديد المناطق المراد تغطيتها، سواء داخل المحافظة أو المنطقة أو أجزاء منها.

إلى ذلك أوضح الدكتور السرحان أن نهاية فصل الشتاء في فبراير الجاري، ستشهد تقلبات جوية على كافة مناطق المملكة، مبينا أن المنطقة الغربية سواءً مدن مكة المكرمة أو جدة أو الطائف وغيرها مع حدود المنطقة الجنوبية بحكم قربها ستقع تحت تأثير أجواء دولة السودان الموسمية المميزة بالرياح الجنوبية الغربية مع تبريد طبقات الجو العليا كعمليات رفع على البحر الأحمر لتتكون سحب كثيفة على منطقة الساحل الغربي، وغالباً ما تتأثر بها محافظة جدة في هذه الفترة من العام، مشيرا إلى أن المنطقة الوسطى تتأثر بالتيارات الجنوبية الغربية وتسحب معها حزاما سحابيا إلى المنطقة الشرقية وتصاحب ذلك أمطار قوية.