تزامنا مع الجدل الحاصل حول عمل المرأة، والمهن المناسبة لها، والضوابط المقننه لذلك، سجلت حملة "العمل عبادة" على اليوتيوب نسبة عالية من المشاهدات، إذ بلغت أكثر من مليون وثمانية وثلاثين ألف مشاهدة، كما نقلت عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير وملحوظ.

"الوطن" التقت مع مخرجة الحملة هناء الفاسي، فقالت: صُورت مشاهد "الأخت سعودية" من حملة العمل عبادة بالتركيز على مهنة "كاشيرة"؛ لتواكب ذلك الجدل الدائر حول عمل المرأة في مهنة الكاشيرة، ولذلك قررنا أن نبدأ بهذه المهنة، ثم نتعرض بعد ذلك لمهن أخرى؛ بهدف عرض التناقض عند البعض، والترحيب الكبير الذي يبديه، لتوفير فرص العمل للشباب في نفس الوقت الذي يستنكر فيه عمل المرأة، رغم أن الاثنين أبناء هذا الوطن الواحد، مؤكدة أن مساندة فكرة عمل المرأة تأتي من باب العدل في الفرص، ومن باب أن يأخذ كل فرد حقه في المجتمع، وحتى يعيش الإنسان بشكل عام وهو يشعر بالمساواة مع الآخرين. وأضافت الفاسي: تحدثت في مقالي (السينما السعودية سينما لقيطة)، الذي نشر في مجلة اليمامة عن عدم الاعتراف بجهود السينمائيين السعوديين، من خلال تبنيهم ودعمهم، وفتح صالات سينما حتى يتم عرض أفلامهم بها، ثم الاعتراف الشعبي للجمهور الذي تصنع هذه الافلام من خلاله وله في النهاية. والإنتاج السعودي عموما إنتاج ضئيل ومحدود، وهذه من ضمن العوائق التي تحد من وجود مخرجات أوحتى مخرجين سعوديين، وكذلك عدم وجود أكاديميات أو معاهد متخصصة في السينما بشكل عام، من إخراج وكتابة وتصوير ومونتاج. والإخراج بشكل عام يتجه إلى الحرفية سواء في عنصر السرد أو في التكنيك، ودائما ما يواجه المبدعون تحدي الإنتاج بشكل مباشر، ويظل منحصرا في برامج اليوتيوب التي أصبحت بديلا لهم عن التلفزيون، كما توجد محاولات عدة لإنتاج أفلام قصيرة، وتجارب قليلة جدا في الفيلم الطويل. وعن تناول بعض الأعمال الفنية لقضايا المجتمع والمرأة، قالت: على الصحف والبرامج الحوارية وغيرها الالتزام بالموضوعية في الطرح، ونقل صورة حقيقية عن المجتمع وقضاياه، مشيرة إلى أن الأفلام والمسلسلات ليس من مهمتها توصيل فكرة صحيحة أو فكرة خاطئة عن المرأة السعودية، فالفيلم أو المسلسل أو الإعلان يتعرض لشخصية أو شخصيات، قد تمثل شريحة واحدة أو اثنتين من مجتمع مختلف الشرائح بين الشمال والجنوب، وما بينهما من اختلافات في الأعراف والتقاليد والتربية والكثير من العوامل الأخرى، التي تؤثر في الشخصية والتكوين. وأضافت: "المرأة السعودية هي خليط متنوع لا بد من نقله بشكل حقيقي، ولا توجد فكرة صحيحة واحدة عن المرأة السعودية، وإنما نريد فكرة واقعية وحقيقية. والإعلام السعودي إعلام ضعيف جدا، ومتواضع لدرجة كبيرة، مقارنة بالموارد التي يمكن أن تكون متاحة له، فإعلام الدولة لا يقارن بالإعلام الخاص على سبيل المثال من خلال التقنيات والمحتوى، وكذلك الإعلام الخاص، الذي يظل إنتاجه بالكامل في دول عربية أخرى غير السعودية، لذا لا أستطيع أن أطلق عليه إعلاما سعوديا. وأشارت إلى أن صورة واحدة تغني عن ألف كلمة، وتؤثر بسرعة أكبر وأعمق من مليون كلمة، ولنا في الأفلام الأميركية أكبر مثال. فهم عرفوا كيف يسوقون لوطنهم وتقاليدهم واحتفالاتهم وقضاياهم، حتى أصبح العالم كله يعترف بها ويحبها، بل ويتعاطف معها أحيانا كثيرة، ونحن ما زلنا نتساءل دائما، لماذا وكيف للغرب ألا يعرفنا؟، وهل قدمنا نحن شيئا لهم كي نعرفهم علينا؟! هي مسؤوليتنا بالدرجة الأولى وليست مسؤوليتهم في النهاية. وعن أحدث أعمالها الفنية، قالت: هناك فيلمان قصيران انتهيت مؤخرا من إخراجهما، وسيتم عرضهما على شاشة "إم بي سي" قريبا. وتابعت: أعمل حاليا على الانتهاء من كتابة فيلمي الطويل الأول، وسوف يطرح قريبا في السعودية ديواني "التجربة اليقظة للاقتراب من الموت" وفي المتجر الإلكتروني للكتاب "سيبويه".