"لن أتخلى عن بيع "الجلود" و"القرب"، فهي حرفة توارثتها من والدتي وجدتي، حتى وإن طالها الكساد".. بهذا بدأت فاطمة جهيمان "أم فهيد"، وهي في العقد السادس من العمر وتقيم بمنطقة حائل، حديثها. واشتكت "أم فهيد" من قلة الطلب على إنتاجها، وأرجعت ذلك إلى تناقص أعداد البدو، زبائن "القرب" الرئيسيين، الذين يستخدمونها لتبريد الماء، بعد أن استعاضوا عنها بالثلاجات المتنقلة، مشيرة إلى أن منتجها في السابق كانت له شهرة في المنطقة، وهذا ما جعل أبناء البادية وكبار السن يقومون بالحجز المسبق.

تقول لـ"الوطن" إن "قربة" الماء تصنع من جلود الأغنام، وتصنيعها يمر بمراحل عدة، تبدأ بالدباغة، باستخدام شجر الأرطى، "ثم أقوم بخرزها بعد ذلك، ثم أعبئها بالماء مضافة له أغصان شجر الأرطى البري، لضمان عدم التسرب، ولتغيير طعم الماء الذي يتأثر بالجلد"، وأضافت "يتم تبديل الماء بين فترة وأخرى إلى أن أتأكد من جودة القربة، وأتولى بعد ذلك تسويقها".

وعن الأسعار قالت أم فهيد إن "سعر القربة يحدد بحسب حجمها، ويتراوح ما بين 60 ريالا إلى 100 ريال، على الرغم من ارتفاع سعر جلود الغنم، وندرة أغصان الأرطى لما طاله من عمليات احتطاب وجفاف جراء انخفاض منسوب الأمطار المتساقطة سنويا، ولأنني غير قادرة على البحث عنه لوعورة الصحراء، أشتريه من الباعة بأسعار مرتفعة".

وذكرت أم فهيد أن عمل القربة غير مربح، واستطردت أنها لم تستطع التخلي عنها، وتنصح باستخدام القرب لتبريد الماء فيها، وعللت ذلك بأن تبريدها صحي، ويروي الظمآن ونسبة برودة الماء بالقربة يناسب جسم الإنسان. وقالت أم فهيد، التي تعتبر أول سيدة تشارك بالمهرجانات السياحية بحائل، وتصلها سنويا دعوات للمشاركة من الهيئة العامة للسياحة والآثار، إن "الحرفيات هن من يزدن الإقبال على المهرجانات، وعلى الرغم من ذلك لا يوجد دعم لنا، كون منتجاتنا لا تجد من يقبل عليها إلا نادرا، فجميع الزوار يقومون بتصوير منتجاتنا فقط، والمهرجانات تبعد عن المدينة، والسائق الذي يوصلني يطلب 20 ريالا مقابل الذهاب، ومثلها في العودة". وطالبت الجهات المشرفة على المهرجانات أن يخصصوا مكافأة لها، أو حتى وسيلة نقل، كونها وزميلاتها من الحرفيات غير قادرات على دفع أجرة وسيلة النقل.