مع ارتفاع وتيرة أحداث السيول والأمطار الغزيرة بتبوك، خلال الأيام الماضية، بدأ عدد كبير من المواطنين الشباب في المشاركة بالأعمال التطوعية، لخدمة الأسر المحتاجة، وتقديم العون لهم، الأمر الذي دعاهم في بعض الأحيان لدفع مبالغ مالية من حساباتهم الشخصية لمساعدة الآخرين.

وذكر أحد مؤسسي فريق "حنا أهل" التطوعي صالح السهيمي أن الفريق الذي أسسوه يتكون من أكثر من 100 شاب وفتاة، مقسمين على نحو 11 مجموعة ميدانية، ومنتشرين في أنحاء مدينة تبوك كاملة، مبينا أن عمل الفريق يتركز على تقديم الأعمال الإغاثية من مواد غذائية وبطانيات وفرش، وخدمات طبية. وقال "هناك تنسيق مع المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة تبوك في حال كان هناك أحد يحتاج إلى خدمات علاجية، فهناك طاقم طبي مخصص لهذا الأمر من قبلهم".

ويحكي السهيمي عن بعض معاناة المتضررين من السيول بقوله "خلال ليلة أول من أمس كان هناك عدد من الأطفال المرضى داخل إحدى القاعات، ومن حسن الحظ أنه كان أحد أفراد الفريق يعمل ممرضا، فقام بالكشف عليهم، واستدعاء فرقة من الهلال الأحمر لمساعدتهم". ويضيف "المؤلم في الموضوع أن هناك زوجات تم إخلاؤهن بلا أزواج، ولديهن أطفال، وهؤلاء الأطفال يحتاجون إلى الحليب، فقمنا بتوفير ذلك لهن". مؤكدا أن هناك عددا من الفتيات في الفريق يعملن من داخل الشقق المفروشة، وقاعات الأفراح، ويتابعن الأمور مع الأسر عن قرب وأولا بأول.

من جهة ثانية، شارك عدد من أعضاء نادي عطاء للعمل التطوعي بكلية الطب بجامعة تبوك في مبادرة "سأتطوع بالهلال الأحمر"، لمساعدة فرق الهلال الأحمر إثر موجة الأمطار الأخيرة التي اجتاحت منطقة تبوك، وذلك مبادرة منهم لتقديم المساعدة للمتضررين.

وأوضح عضو نادي عطاء الطالب محمد الشهري لـ"الوطن" أن هذه المبادرة جاءت بعد أن ذكرت مواقع الأرصاد الجوية احتمالية حدوث أمطار غزيرة على المنطقة، مطالبا الفرق التطوعية في تبوك أن تكون في حالة استعداد للدعم والمساندة في حالة وجود كارثة، ومخاطبا الشباب بأهمية العمل التطوعي ومشاركتهم في أوقات الأزمات، وطالب الشهري طلاب وطالبات كلية الطب والكليات الصحية بالمشاركة مع النادي وتقديم الدعم اللازم للمتضررين.

وباشر المتطوعون مهامهم أول من أمس لمشاركة قوى الهلال الأحمر وطوارئ المستشفى العسكري ووزارة الصحة في العمل الميداني، وتقديم المساعدة للمتضررين، وتم تقسيم المتطوعين إلى مجموعات لتغطية المواقع التي تضررت، ولانقطاع الطرق تم العمل مع فرق الهلال الأحمر عند مداخل المدينة والعمل كمستشفى ميداني، فيما سيتواصل العمل خلال الأيام القادمة فيما لو استمرت الأمطار بالهطول حسب ما هو متوقع من قبل هيئة الأرصاد، وستشارك القوى التطوعية بعد انتهاء حالة الطوارئ كفرق إغاثة لخدمة السكان الذين تم إجلاؤهم.

من جانبه، ذكر الشاب أسامة زيد الطويهر أحد المتطوعين ضمن مركز الدعوة والإرشاد أنه يعمل ضمن مجموعة من الشباب المتطوعين، وينحصر عملهم في قاعات الإيواء، حيث يقومون بتوزيع البطانيات والأغذية ومتابعة احتياجات الأسر المتضررة أولا بأول، مضيفا أنه شاهد خلال هذه الأزمة حجم التكافل والتعاون الذي ظهر جلياً من أبناء المنطقة؛ حيث بادر الكثير من فاعلي الخير بالتبرعات العينية للأسر المحتاجة.