حديث الصيف.. يمتد بنا إلى حاجة المصطافين وأسرهم بما فيهم الأطفال لقضاء وقت ممتع مفيد أثناء الإجازة.. إذ لا يكفي أن يصل أفراد الأسرة إلى أماكن الاصطياف بما فيها من هواء عليل وماء سلسبيل وخضرة يانعة وغابات كثيفة هي مقومات غالية وثمينة بلا شك.. لكن السعادة تكمل بإشغال أوقات الفراغ ببرامج ثقافية فكرية رياضية ترويحية مبرمجة على مدى أيام الإجازة، موجهة للرجل والمرأة والشباب والأطفال.

نأخذ مدينة "أبها" مثالا لما ينبغي أن تعده الجامعة والناديان الأدبي والرياضي وجمعية الفنون وبالمقدمة جائزة أبها وملتقاها الثقافي الشهير الذي تتطلع للمشاركة فيه النخب المثقفة والإبداعية من أنحاء المملكة والخليج العربي.. بل تعتب أعداد منها إذا لم توجه لها الدعوة لسبب أو لآخر.

لا ننسى المحاضرات والأماسي الشعرية والندوات والحوارات الفكرية والمسرح للصغار والكبار والدوري الرياضي الصيفي تشارك فيه كبريات الفرق السعودية والعروض الفنية الشعبية من سائر محافظات المنطقة.

كل هذا يشكل مكونات مهرجان صيفي لافت يجذب المصطافين من أنحاء البلاد ليقضوا أجمل الأوقات بجزء من الوطن الغالي بأمن وسلام.

الإجازة إن طالت لا تتعدى ستة أسابيع.. ولو تضافرت الجهود من هذه اللحظة لإعداد برنامج متكامل يراعي أذواق ورغبات كل الفئات، ويجعل المصطافين طرفا مشاركا بفعالياته.. لحققنا موسما سياحيا ناجحا بمعنى الكلمة وقضينا على السأم والملل المصاحبين لعدم وجود ما يشغل أوقات الفراغ بالليل والنهار.

بالمناسبة لا نطالب بأي أمر يخل بعقيدتنا أو ما جبلنا عليه من مكارم الأخلاق وإنما بحدود ما ورد في الأثر الشريف: "روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة.. فإن القلوب إذا كلت عميت".. ولنا بنبي الهدى "محمد بن عبدالله" صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة فيما كان يأمر به وينصح.. والله من وراء القصد.