أكدت حقوقية سعودية على أهمية المراجعة والتقييم الدوري للحالة النفسية للنزلاء والنزيلات بالسجون بين وقت وآخر، وطالبت بإخضاعهم للتأهيل النفسي قبيل الإفراج عنهم، بما يمكنهم من التواصل مع مجتمعهم بصورة هادئة وطبيعية، ويساهم في سرعة تكيفهم مع الحياة العامة من جديد.

وقالت الناشطة في مجال رعاية السجناء وأسرهم رئيسة القسم النسائي بلجنة "تراحم" بمنطقة جازان عائشة الزكري إن دراسات حديثة تحذر من انتشار الاضطرابات العقلية بين السجناء على مستوى العالم من جراء تقييد حرياتهم، وارتباطهم بمكان واحد لفترات طويلة، مما قد يؤثر سلبيا على سلوكهم الشخصي، وبالتالي جنوحهم للتعامل بأسلوب حاد ومتوتر مع بعضهم بعضا، ومع العاملين بالسجون من الضباط والأفراد.

ودعت الزكري إلى تشكيل لجان تضم نخبة من المختصين في وزارات الداخلية، والعدل، والشؤون الاجتماعية لدراسة بيئة السجون والإصلاحيات، ورصد الحالة الصحية للنزلاء والنزيلات من أصحاب المحكوميات الطويلة، وما يتعرضون له بمرور الوقت من أعراض نفسية وتداعيات اجتماعية تنعكس على علاقتهم بالمجتمع بعد إطلاق سراحهم، وتدفع بكثير منهم للعودة للجريمة مرة أخرى.

وأضافت أن على هذه الدراسات الميدانية أن تقترح الحلول والآليات المناسبة للحد من بقائهم داخل السجون لمدد طويلة، تلافيا لإصابتهم بنوبات اكتئاب شديدة، وتقلبات مزاجيه قد تفقدهم السيطرة على انفعالاتهم.