منذ أكثر من نصف قرن والعريضة تعد الوسيلة التي يستخدمها الكثيرون لإيصال صوتهم لمجلس الشورى، والذي أتاح للمواطنين منذ تأسيسه فرصة التواصل بقضاياهم وهمومهم وأمالهم عبر بثها في العريضة، والتي على مدار هذه السنوات لم ينطفئ وهجها ولم يقطعها الجمهور رغم تطور وسائل الاتصال وظهور قنوات تواصل منافسة وبقوة على الساحة.

حيث أوضح المتحدث الرسمي لمجلس الشورى الدكتور محمد المهنا في حديث لـ"الوطن" أمس، حرص مجلس الشورى على توثيق العلاقة مع المواطـنين عبر إيجاد عدة قنوات للتـواصل معهم في مقدمتها العرائض التي يتقدم بها المواطنون إلى المجلس، والمتضمنة القضايا الملحة ومتطلباتهم وحاجاتهم ويرغبون من المجلس دراستها ومناقشتها، ووضع الحلول الناجعة لها بما يخدم الصالح العام للوطن والمواطن، مفيداً أن المجلس يتلقى عرائض المواطنين من خلال ثلاث قنوات إما عبر الموقع الإلكتروني للمجلس عبر زاوية "تقديم عريضة"، أو جهاز الفاكس، أو البريد الإلكتروني.

وأضاف المهنا أن العرائض ترد في موضوعات مختلفة بحسب رغبة مقدمها واهتماماته وحاجاته منها ما يصنف بالشخصية أو له علاقة بالموضوعات التي يدرسها مجلس الشورى، أو قضـايا تهم شريحة كبرى من المواطنين مثل الإسكان والبطالة والتعليم والصحة وغيرها من المجالات التنموية.

أما عدد العرائض التي يتلقاها المجلس قال المهنا: تتفاوت بين فترة وأخرى ولكن في المتوسط السنوي تقدر بنحو 8 آلاف عريضة، وربما يزيد العدد أحياناً تبعاً للموضوعات التي يناقشها المجلس ويتفاعل معها المواطنون بتقديم عرائض تتضمن مقترحاتهم.

وحول آلية التعامل مع العرائض قال: عندما ترد العريضة إلى رئيس مجلس الشورى تحال إلى فريق متخصص يقوم بتصنيف العرائض حسب موضوعاتها، ثم تحال إلى اللجنة المتخصصـة لدراسة موضوع العريضة والـتي تقدم تصور بشأنها، وقد ترى اللجنة ما يأتي: مناسبة مناقشة موضوع العريضة مع ممثلي الجهات الحكومية المـعنية عند دراسة تقاريرها في اللجـان المتخصصة ذات العلاقة، أو اقتراح تبني موضوع العريضة من قبل المجلس من خلال المادة الثالثة والعشرين من نظام المجلس بعد دراستها، أو حفظ العريضة بعد الإتصال بصاحبها وشكره وذلك للأسباب الآتيـة: قد يكون موضوع الـعريضة سبق دراسته في المجلس واتخذ بشأنه القرار المناسب أو تكرار العريضة أو العرائض ذات الطابع الشخصي أو الجزائية والتي يتعلق موضوعها بجهة تنفيذية حكومية.