أعلنت جائزة الملك فيصل العالمية في حفل عرف حضور عدد من الشخصيات البارزة من الداخل والخارج أمس، أسماء الفائزين بجائزتها للعام 2013، والتي أسفرت عن فوز رئيس المجلس الأعلى للدعوة ورئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني رائد صلاح محاجنة بجائزة خدمة الإسلام، في الوقت الذي ذهبت الجائزة في اللغة العربية والأدب لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، بينما استحوذت الولايات المتحدة الأميركية على جائزة الطب وتقاسم اثنان من علمائها الجائزة، في وقت تقاسم عالمان كندي ونمساوي جائزة العلوم لموضوع الفيزياء.
وحجبت جائزة فرع الدراسات الإسلامية لعدم ارتقاء البحوث المقدمة لموضوع الفقه الجنائي الإسلامي لمستوى الجائزة.
وقبيل إعلان الأسماء، وفي كلمة مرتجلة كانت مقدمة للمؤتمر الصحفي الذي عقد للإعلان عن أسماء الفائزين، دعا رئيس هيئة الجائزة ومدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية أمير مكة المكرمة خالد الفيصل العرب إلى أن يعملوا جاهدين لمصلحة شعوبهم وأوطانهم، بعد أن استذكر ما تمر به المنطقة العربية من "غمة سوداء" بحسب توصيفه.
وشكر خالد الفيصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، على ما تعيش به البلاد من نهضة ثقافية وتنموية وإصلاحية، فيما نوه وبافتخار بـ"الإنسان السعودي" الذي قال إنه يمكن العقل ويحرم القتل برصاص الجهل، في خضم فوضوي يعيش به الوطن العربي.
وفي لفتة لاقت الكثير من الترحيب، استرجع الأمير خالد الفيصل جهود الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز وأمانيه لأن تكون الأمة السعودية مصدر إشعاع للإنسانية، مشيرا إلى أن تلك الأمنية تغني عن إضافة أي شيء عليها، داعيا الجميع بأن يتمثلوا بفكر "الفيصل" المبدع، مؤكدا أن ذكراه لن تنساها الأيام ولن تنساها الأجيال في المملكة أو في البلاد الإسلامية.
وفي المؤتمر الصحفي، أعلن الفيصل عن تشكيل هيئة جديدة للجائزة، وسيكون أول اجتماع تعقده مع الموعد المحدد لتوزيع الجوائز على الفائزين، وسوف تقدم للهيئة جميع المقترحات ذات الصلة بالجائزة.
وقدم أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله الصالح العثيمين أسماء الفائزين بالجائزة، وهم: رائد صلاح محاجنة (فلسطيني) وحصل على جائزة خدمة الإسلام، مجمع اللغة العربية في القاهرة (اللغة العربية والأدب)، دوغلاس كولمان وجيفري فريدمان (أميركيان) حصلا على جائزة الطب مناصفة، النمساوي فيرينك كروز والكندي بول كوركم واللذان حازا على جائزة العلوم لموضوع الفيزياء.
وجاء اختيار المحاجنة وهو رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية لجائزة خدمة الإسلام، كونه أبرز الشخصيات المؤسسة للحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، ووضوح جهوده الإصلاحية والاجتماعية عند ترؤسه الحركة الإسلامية بين عامي 1996 و 2001م، وتقلُّده مهمة رئيس مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، وَمهمَّة ورئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية في فلسطين المحتلة. إضافة إلى كونه كان من المبادرين لإعمار كثير من المشروعات في المسجد الأقصى بالتعاون مع إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس ولجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المُشرَّفة، وأول من كشف النقاب عن النفق الذي عمله المحتلون تحت الأقصى، ونجح – مع لجنة الروحة الشعبية – عام 1998م في منع مصادرة أراضي تلك البلدة. فقدم بذلك خدمة لأبناء وطنه، ودوره في تنظِّيم مهرجانات تحت شـعار " الأقصى في خطر" التي تسـتقطب آلافاً من الفلسـطينيين في الداخل وتُسهم في رفع معنويات مواطنيه.
كلمة رئيس الجائزة
أشكر قائد النهضة الثقافية والتنموية والإصلاحية في هذه البلاد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
والتحية والتقدير لكم أيها الإخوة جميعا أولا ولكل أعضاء اللجان التي شاركت في هذا العمل الثقافي الفكري العالمي وإلى كل المثقفين الذين شاركونا هذا المساء المبارك والذي يضاف إليه إجلالا واحتراما بحضوركم.. ففي مثل هذا الجمع المميز يحتار الإنسان ماذا يقول وبماذا يصف هذه اللحظة، ولكنني عندما أتذكر الملك فيصل، رحمه الله، وأمانيه لهذه الأمة السعودية بأن تكون مصدر إشعاع للإنسانية لا أحتاج إضافة إلى هذه العبارة وتلك الأمنية.
وأهيب بكم جميعا أن تتمثلوا بذلك الفكر المبدع الذي كان يتبناه، رحمه الله، والذي حاولنا أن نحيي ذكراه بهذه الجائزة وبهذه المؤسسة مع أن ذكراه لن تنساها الأيام ولن تنساها الأجيال في هذه البلاد ولا في البلاد الإسلامية.
أيها الإخوة لا أود أن أطيل عليكم ولكن لا بد لي أن أتذكر معكم هذه اللحظات التي تمر بها منطقتنا العربية وهذه الغمة السوداء التي تحيط بمجتمعاتنا العربية ونرجو الله سبحانه وتعالى أن يهدي العرب لما فيه خير وأن يعملوا جاهدين لمصلحة شعوبهم وبلادهم، وإنني في هذه اللحظة كذلك أفتخر بالإنسان السعودي وهو يقدم الأنموذج للإنسان في هذه البقعة المباركة من الوطن العربي، إذ إنه في هذا الخضم الفوضوي ينفرد ليبرهن أنه إنسان حضاري، إنسان يبني حضارته على القيم والمبادئ ويأبى إلا أن يكون إنسانا يعمل العقل ويحرم القتل برصاص الجهل.. يأبى الإنسان السعودي إلا أن يكرم العلم والعلماء.
خالد الفيصل