تسبب استرجاع ماضي مدينتي أبها ومحايل ، خلال الأمسية التي نظمها نادي أبها الأدبي ضمن مهرجان " محايل أدفأ" أخيرا في إحراج الشعر وتأخير وقت الإصغاء إليه ، عندما بدأ الأديب أحمد مطاعن يسرد ذكرياته وشيئًا من تاريخ المدينتين في ستينيات وسبعينايات القرن الماضي ، مشيرًا إلى أن مركز عسير كان في طبب ثم بلدة السقا ثم ( المفتاحة ) في أبها ، حيث بدأت حياة الناس ومسامراتهم وتعاونهم في ذلك الزمن الجاف ، بحسب تسمية مطاعن ، الذي لفت إلى دور المرأة الأبهاوية في تلك الفترة حين كانت شريكًا حقيقيا للرجل ، لكنه أشاد بدور المرأة في الحاضر وما وصلت إليه من درجات علمية ومناصب قيادية واستشهد بدخولها مجلس الشورى.

إلى ذلك بدأ حسن هبيش محاضرته بشيلات من الفلكلور الشعبي مثل : الدمة والخطوة ، واستعرض حياة الناس والأحياء القديمة لمدينة أبها وشبه حي (مناظر) سابقًا بأنه يجمع فنادق خمسة نجوم بحكم حياة الترف التي كان يعيشها أهل هذا الحي في ذلك الزمن ، أما الأحياء الأخرى مثل : النصب وغيره فكانت فقيرة، واستعرض فكرة الضرائب التي كانت تفرض على الأهالي لتنظيف الأحياء بسبب عجز البلدية وهي كما يقول جاءت بعد بلدية مكة المكرمة. وشارك الشعراء الدكتور محمد العمري ، وإبراهيم حلوش، وحسن القرني في الأمسية الشعرية، ثم عرضت صور عن تاريخ أبها ومحايل عسير بواسطة أحمد نيازي وتضمنت أقدم صورة يصل تاريخها إلى 147 سنة. وطالب الكاتب إبراهيم طالع بتوثيق هذه الأمسيات والمحاضرات في كتاب ، ثم استعرض رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع نشاطات ناديه، مبينا أن هدفه هو الوصول لجميع شرائح المجتمع في محافظات منطقة عسير ، وتسهيل تسجيل اللجان الثقافية في المحافظات حيث سجلت ثلاث لجان منها لجنة تنومة، واللجنة الثقافية في محافظة رجال ألمع والتي هي في صيغتها النهائية لتدشينها ، وقال : ننتظر المخاطبات مع محافظة أحد رفيدة وهناك مطالب من محايل عسير، ونفى آل مريع وجود ضغوط على النادي لتسجيل أعضاء اللجان الثقافية مؤكدًا أن لائحة هذه اللجان تمت صياغتها من إدارة النادي ، إلا أنه استدرك بقوله : هناك تحسب لبعض التجاوزات التي يفرضها الميدان في عمل هذه اللجان وسيتم التعامل مع هذه التجاوزات .. و كرم محافظ محايل عسير محمد بن سعيد بن سبرة جميع المشاركين في الأمسية التي أدارها الزميل أحمد التيهاني .