توقع الكثيرون أن ربط شحن شرائح الجوال بالهوية سيحد من تنقلات وتحركات مخالفي أنظمة العمل والإقامة بصفة عامة، والأفارقة بصفة خاصة، إلا أن ذلك الإجراء لم يغير الكثير، فالشحن يصل إليهم، من خلال سوق سوادء أبطالها بعض المقيمين.

وفي رصد لـ"الوطن" في منطقة عسير، وتحديدا في محلات الاتصالات في محافظة خميس مشيط، ومدينة أبها، اتضح وجود بطاقات شحن مكتوب عليها رقم الهوية، جاهزاً سواء كان ذلك يخص هوية مواطن أو إقامة، في إشارة إلى التلاعب بالأنظمة الجديدة، وأنها لم تؤت المأمول منها، فضلا عن وجود الاتصال في تعاملات الإثيوبيين الذي سهل لهم العديد من مهامهم المشينة.

ويشير المواطن فلاح الشهراني إلى أنه شاهد بعض المقيمين، يعملون على إيصال بطاقات الشحن إلى أفريقيين بالقرب من سد وادي تندحة قبل أيام وبأسعار مرتفعة، فضلا عن عثوره على كارت مفرغ من الشريحة ومكتوب عليه رقم إقامة قد يكون غير صحيح، مما حول القرار الجديد إلى مصدر كسب غير مشروع للعمالة من جهة، واستمرار تواصل المجهولين على حساب أمن الوطن والمواطنين من جهة أخرى.

ويضيف الشهراني: إنه يتم يوميا جلب صور إقامات قد تكون مزورة، وغير معروفة المصدر، وقد تصل أحيانا إلى بطاقات مواطنين مفقودة، ويتم الشحن من خلالها، مناشدا الجهات المعنية بسرعة التدخل لوقف هذه المشكلة التي تضر كثيرا بأمن الوطن ومصالحه.

أما المواطن عبدالرحمن بن عائض، فأشار إلى أن بعض المحلات تتيح التسجيل اليدوي، لتعبئة بيانات طالب الشريحة، دون التأكد من هويته الفعلية، وبعضهم قد يحمل إقامة قديمة لا تخصه أو صورا منها، إذ اعتمد البعض على الاحتفاظ بإقامات أجانب تم ترحيلهم أو خرجوا بشكل نهائي، ومن ثم استفادوا منها لهذا الغرض، وأشار إلى أنه وجد رقم جوال مجهول مسجل باسمه ولا يخصه، مؤكدا أنه تم استغلال هويته. ويشير مستشار فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير الشيخ بندر آل مفرح، إلى أن قطع الاتصال أو الحد منه عن المجهولين، وتحديدا الجنسيات الأفريقية، من شأنه الإسهام في الحد من تنقلاتهم وتواصلهم، إذ أصحبت الاتصالات عاملا مساعدا لهم لترويج المسكرات والخمور، وتنفيذ عمليات السرقة، وإيصال بعض الممنوعات إلى الشباب، لاسيما وأن تلك الممنوعات تزايدت خلال السنوات القليلة الماضية، مؤكدا على ضرورة قيام الجهات المعنية بواجبها في هذا الخصوص، وإعادة النظر في تنظيم الشحن بالهوية، وبما يعمل على التحقق من هوية المستخدم للشريحة. يذكر أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أصدرت في وقت سابق تنظيما جديدا يقضي بربط شحن الجوالات برقم الهوية للمواطنين والمقيمين، بهدف الحد من تداول الشرائح غير النظامية.