بعدما كان نتاجه الفني نسخا مكررة عن أول عمل؛ لم يكن جديداً بالنسبة للفنان علي بن محمد في أغانيه إلا أنه استحضر "حظيرة المواشي" في أغنية ليصف بعض "البشر" وليجلد "العرب" في علاقاتهم.

ولولا أن كان عنوان القصيدة التي غناها "طاش ما طاش" لما التفت إليها أحد، لأن ما فيها بديهيات يحفظها ويرددها عامة الناس بأكثر أدبا ولباقةً مع المخاطب، دون أن يبدعها شاعر شعبي في العصر الحديث بأوزان وقواف، مع احترام الشاعر الذي له قصائد جميلة.

ليس عيباً أن يكتب الشاعر في أي شيء أو عن أي شيء، لأن كثيرا من قصائد الشعراء تبقى حبيسة الأوراق.. لكن العيب أن يفشل "الفنان" في انتقاء قصيدة تليق بالمستمع وتستحق أن يتغنى بها ويتناقلها الناس، وعيب أن يفشل "المطرب" في إيصال "فكرة" تستحق المشاهدة عبر "فيديو كليب" أغنيته!

كثير من القصائد الرائعة اشتهرت ورددتها الألسن، لأنها غُنيت بلحنٍ جميلٍ وأداءٍ راق.. وكثير من الناس يحفظ قصائد الشاعر نزار قباني ولم يفتح ديواناً له، لأن كاظم الساهر نقلها من بياض الورق إلى أذن المستمع بأداء راق وصوت جميل.

وبعض الشاب الهواة يبدع عبر "يوتيوب" بإخراج فيديوهات أكثر من مخرجي "فيديو كليبات" الأغاني المشاهير.. وساحات "النت" مليئة بالإبداع.. فذاك شاعر يلقي قصيدةً في أمسية فيجدها بإخراج رائع على "النت" بأفعال المتطوعين الهواة.. وتلك أغنية تظهر بإخراج شاب هاوٍ أكثر جمالاً من "فيديو كليب" لمخرج مشهور يتقن التركيز على الجميلات ليغطي عيوب إخراجه.

(بين قوسين)

"ألا ليت الزمن يرجع.. ورا".. لعود الفن إلى الرقي بدل أن يكون الفن للحضور الإعلامي فقط.