نعم، في جازان اليوم مؤرخون أكثر تمرسا من العقيلي وله هو الريادة، وإن لم نعترف بذلك فنحن نغمط الحق ونظلم أساتذة كبارا مثل علي الصميلي، ومحمد حاوي، وخالد كريري، وغيرهم.

نعم، في جازان اليوم شعراء وشاعرات أرسخ قدما من السنوسي، وله هو الريادة، وإن لم نعترف بذلك فنحن نغمط الحق ونظلم عشرات الأسماء.

أشفق كثيرا على أولئك الذين كلما ثار اختلاف بين المثقفين تصايحوا كالبوم على إضاعة إرث العقيلي والسنوسي.

الحراك الثقافي في جازان الآن هو الأجمل، وكثير من المثقفين منخرطون فيه. ولذلك أشفق على أولئك الذين يندبون كالنادبات حظ الثقافة وزمنها الغابر أيام الرموز!. ثار اختلاف بين نفر من الجمعية العمومية، وبين أعضاء مجلس إدارة النادي، فتداعى المفلسون ليقيموا المآتم على أخلاق المثقفين، وينعون الإدارات السابقة ورجالها. من قال إن الإدارات السابقة لم يكن بين رجالها خلاف، بعضه ما زال حتى الآن، ويتصرف بعضهم حتى هذه اللحظة محكوما بتلك الخلافات المعروفة. هؤلاء الساذجون يخلطون بين النادي كمؤسسة وبين الثقافة والأخلاق ومن الصعب أن يفهموا الأمور حق الفهم. أسباب الخلاف لا تعود لنا ولهم فقط، وإنما للائحة ضارّة ولرؤية غير موفقة كانت في الوزارة. لم ينجح تدخل الإمارة وما كان له أن ينجح لأنه ببساطة، لا داعي له على الإطلاق، ولم تنجح رؤية الوزارة سابقا في الحل وما كان لها أن تنجح لأنها ببساطة، ضد واجباتها. حسين بافقيه استطاع بوعيه وأريحيته وثقافته أن يعمل شيئا دون أن يدّعي قدرته على حل كل المشاكل العالقة، فهو ترك ما للمحكمة للمحكمة وما للجمعية للجمعية بخصوص الملفات المفتوحة العالقة، وركز على استمرار عمل النادي، ساعده في ذلك من اجتمع بهم من مثقفي المنطقة وتأرجح أربعة ممن أعلنوا استقالتهم ثم تراجعوا عنها قبيل زيارته، تأرجحهم وليس هم. نجح "بافقيه" في مهمته، استمرار عمل النادي، لكن نجاح الاتفاق ليس مسؤوليته بل مسؤوليتنا جميعا وأعضاء المجلس خاصة، أنا ممن وافق على وصفة "بافقيه" وسنحترم التزامنا معه، وسنرى ماذا يصنع المجلس في الأيام القادمة.