لأن.. مصدرا مطلعا في "هيئة مكافحة الفساد" قال ـ سابقا ـ إن فرق بحث متخصصة ترصد المعلومات الواردة في الصحف، ومن ثم يجري استيفاء تلك المعلومات بشكل كامل، دونما الإشارة إلى المصدر الأساس للصحفي ناشر الخبر، مع وجود تنسيق عالي المستوى مع إدارات الصحف.. ولأنني.. قلت، في مقالة قبل عام، أنني أحاول أن أمسك بزمام المبادرة لـ"تحريض" زملائي وأصدقائي من الصحفيين والكتاب، لنشر ما بجعبهم دون توجس أو خيفة..

ولأن.. "نزاهة" قد طالبت الجهات الحكومية باتخاذ معايير دقيقة لاختيار المسؤولين للإدارات التنفيذية التابعة لكل قطاع من القطاعات الخدمية، خاصة فيما يتعلق بالإدارات التي لها علاقة واتصال مباشران مع الجمهور.. وحثت الوزراء ومحافظي المؤسسات، وأيضا مديري الجامعات، وأمناء المناطق على إنهاء إجراءات المعاملات، ومراقبة الموظفين حتى لا يضعوا عقبات أمام تلك المعاملات..

ولأنه.. يتداول هذه الأيام، مقطع لرجل أمن يتبع لقطاع "الجوازات"، يستقبل المراجعين بطريقة تعود إلى زمن ما قبل "طرزان"، إذ استبدل المصافحة بالـ"تمحيط"، والابتسامة بالصراخ، واتخذ من "القايش" ـ حزام البدلة ـ سلاحا يوجهه في وجوه المراجعين، بطريقة "بدائية"، ملغمة بأطنان من "العنصرية" و"الهمجية".. و"اللا إنسانية"!. ولأن.. "الهيئة"، قد شددت ـ في أكثر من مناسبة ـ على مواصلتها في تنفيذ ما نصت عليه الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والتي تقول دائما بضرورة أن تتوافر صفات الكفاءة والتعامل الحميد مع المراجعين في اختيار المسؤولين في الإدارات التنفيذية..

ولأننا.. نتمنى أن يتم التعامل مع هذا الملف بصرامة وشفافية:

فإننا ننتظر من "الهيئة" التعاطي مع هذا بجدية، والتحقيق الفوري في تفاصيله، وإعلان النتائج.

ولأنني.. أخاف من أن تقول نزاهة "لا علاقة لنا بهذا كقضايا السوق المالية والعقار والأراضي البيضاء"! أو أن تدرجه في ملف "الإعلان عن المفسدين من دون تحديد الأسماء"، أو لأي سبب آخر، نعلمه أو نجهله أو "نتجاهله".. فأنا باختصار: لست "متفائلا"! والسلام.