قرر الرئيس باراك أوباما عدم التجديد للجنرال جيمس ماتيس أحد أبرز قادة المارينز، الذي كان يتولى قيادة المنطقة العسكرية الوسطى، اعتبارا من مارس المقبل. وكان ماتيس اختلف مع مستشار الأمن القومي توماس دونيلون حول عدد من القضايا ذات الصلة بالشرق الأوسط لاسيما إيران ولبنان، فضلا عن استيائه من خطة الانسحاب المتعجل من العراق ما أعاد الأوضاع هناك لحافة الانفجار بسرعة.

وكان الجنرال في جولة عمل وخلال اجتماعه بأحد المسؤولين في البلد الذي كان يزوره دخل أحد مساعديه لإبلاغه بأن وزارة الدفاع أصدرت بيانا صحفيا من سطر واحد يفيد بعدم التجديد له على أن يترك موقعه في مارس. جاء ذلك في أعقاب صدامات مستمرة بين الجنرال وطاقم مجلس الأمن القومي بدأت في الصيف الماضي حين تساءل ماتيس عن السياسة المقترحة تجاه احتمال أن تواصل إيران بناء قواتها التقليدية العسكرية إذا ما تم التوصل معها إلى اتفاق ينهي الأزمة النووية. وكان ماتيس ناقش مع وزير الدفاع ليون بانيتا بالفعل احتمال استبداله إذا ما أدين شخص آخر هو الجنرال جون آلان الذي قيل إنه تورط في الفضيحة التي أسقطت مدير المخابرات المركزية السابق ديفيد بترايوس. بيد أن سلطات التحقيق برأت الجنرال آلان. وعلى الرغم من ذلك أنهيت خدمة ماتيس بدون إخطار مسبق. وتعكس قصة إبعاد الجنرال ماتيس حقيقة الخلافات في واشنطن حول سياسة الإدارة تجاه الشرق الأوسط؛ إذ يرى كثير من العسكريين أن قرارات مدنيين لا يعرفون المنطقة جيدا مثل دونيلون تضر بمصالح الولايات المتحدة بقدر ما تضر بالمنطقة بسبب إغفالها كثيرا من التفصيلات وتمسكها بنهج واحد هو محاولة بناء الجسور مع قوى سياسية ولاعبين إقليميين يمثلون خطرا على الإقليم. وتسبب أسلوب إخراج ماتيس من الخدمة على هذا النحو غير اللائق إلى تذمر واسع في صفوف العسكريين لاسيما من سلاح المارينز وفي داخل هيكل البنتاجون الإداري، إلى حد قيامهم بتسريب معلومات تتصل بماتيس وبإجراءات البيت الأبيض يمكن أن تلحق الضرر بالرئيس باراك أوباما على المدى القصير.

من جهة أخرى، عين أوباما أول من أمس "صديقه" ومساعده منذ فترة طويلة دنيس مكدونو في منصب كبير موظفي البيت الأبيض. وقال في كلمة بالبيت الأبيض في حضور مكدونو وكبير الموظفين السابق جاك لو إلى جانبه، "دنيس، لست أحد أصدقائي المقربين فقط، بل أنت أيضا أحد مستشاري المقربين. لا أستطيع أن أتخيل البيت الأبيض من دونك".