تسرق المباراة الختامية لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين التي تجمع الشباب والاتحاد اليوم الأضواء، وهي تضع الفريقين على مشارف لقب أغلى المسابقات المحلية، وأكثرها إثارة.

وفي وقت تجمع فيه رغبة الظفر باللقب طرفي المواجهة، تفرقهما جملة من المعطيات الأخرى، تجعل أوراق القوة ونقاط الضعف مختلفة بينهما حد التباين.

وتبدو المواجهة فصلا جديدا من الصراع بين الاستقرار والانسجام والخبرة من طرف، وبين الحيوية والحماسة وسرعة الأداء من طرف آخر، ومع نهايتها سيكون الانتصار لنهج دون آخر تبعا لهوية الفائز.

يتحلى الشباب بمنهجية وفلسفة خاصتين، تجعلاه فريقا متميزا عن باقي فرق الدوري السعودي، فهو يركز على فلسفة "السهل الممتنع" معتمدا سلاسة الانتقال عبر الخطوط الثلاثة دون تعقيدات، مع الحرص الدائم على التحرك الطولي، إذ لا يفضل إجهاد نفسه في تحركات عرضية لا تكسبه مساحات مفيدة في أرضية الميدان.

ويركز الشباب أيضا على تقارب الخطوط، وتحرك الظهيرين الهجومي، مما يعطيه كثافة مرهقة لخطوط ظهر المنافسين، خاصة حينما يبدأ رسم الكرات العرضية المرسلة هوائيا، إذ يتألق مهند عسيري والأرجنتيني سيباستيان تيجالي في ترجمتها، مما يضع دفاعات الاتحاد قيد الضغط الدائم كلما تعلق الأمر بكرات مرسلة نحو منطقة الجزاء.

وفي الشباب ثمة عناصر كثيرة قادرة على اللعب تحت وطأة المواجهات الحاسمة تشكل العمود الفقري للفريق ابتداء من الحارس ومرورا بالعمق الدفاعي والمحور والوسط والهجوم.

في المقابل، ثمة حماسة طاغية، ومحرضات ربما تفوق ما لدى الشباب، تتوفر لدى الاتحاديين وتحركهم لفعل الأهم، فالمباراة في عُرف "العميد" هي إنقاذ للموسم، وشهادة نجاح لجيل وجد نفسه فجأة أمام فرصة ذهبية وضعته في الواجهة إثر الإطاحة بعدد من اللاعبين الذين باتوا على مشارف التقاعد، فاستثمرها كما يجب وقدم نفسه في أحسن الصور وأجملها.

وتبدو كلمة السر النافعة للاتحاد اليومي هي "السرعة ثم السرعة"، ولو فرض على المباراة إيقاعا سريعا فسيكون قريبا جدا من حسمها لمصلحته.

ويحتاج الاتحاد الذي قد يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد هذا المساء، منها الظفر بلقب بطولة تنقذ موسمه، وانتزاع بطاقة المشاركة في دوري الأبطال الآسيوي، إلى أن يتحلى لاعبوه ببعض التركيز؛ لأن عيبهم الأوضح أن حماستهم تطغى على تركيزهم، مما يفوت عليهم كثيرا من الفرص، في مباراة لا تبدو الفرصة المهدرة فيها قابلة للتعويض.