قبل نحو ست سنوات وتحديدا في مايو 2007 طلب الاتحاد السعودي لكرة القدم من الـ"فيفا" تعديل تاريخ تأسيسه من عام 1959 إلى 1956 على اعتبار أن التاريخ الأول يمثل تأسيس أول مجلس إدارة للاتحاد الوطني، بينما يمثل الثاني تأسيس الاتحاد نفسه تحت مسمى إدارة الرياضة والكشافة في مكة، وبناء على هذا الطلب عدل الفيفا سجلاته وبياناته ليصبح عام 1956 التاريخ المعتمد للتأسيس وهو ما يظهر حاليا في موقعي الـ"فيفا"، والاتحاد السعودي لكرة القدم.

الجديد في الأمر ما قاله رئيس الاتحاد المحلي أحمد عيد في بيان وزعه على وسائل الإعلام الأحد الماضي، حين أكد أن اتحاده تأسس عام 1954 وهو ما ظنه البعض خطأ مطبعيا، غير أن رئيس لجنة الإعلام محمد القدادي، أكد أن أحمد عيد كان يعني ما يقول، وأن الاتحاد السعودي سيطلب مجددا من الـ"فيفا" تعديل تاريخ تأسيسه مرة ثالثة إلى عام 1954، وحقيقة لا نعلم ما مبررات التعديل المفاجئ، غير أن اللافت الطريقة التي أعلن بها، خاصة أنه جاء ضمن بيان لتهنئة ناديي الشباب والاتحاد بالوصول إلى المباراة النهائية لكأس خادم الحرمين، إذ قال عيد "اتحاد كرة القدم السعودي يولي منذ تأسيسه عام 1954 اهتماما كبيرا بجميع مسابقاته".

ولعل هذا سيثير الجدل مستقبلا على اعتبار أن تعديل تاريخ ميلاد الاتحاد يحتاج إلى إعلان مفصل يتضمن الأسباب والبراهين قبل أن يعتمد في البيانات الإعلامية!

شخصيا أعتقد أن اتحاد كرة القدم يثير الجدل أحيانا من خلال غياب آلية واضحة لاتخاذ القرارات، إذ إن تعديل تاريخ التأسيس ليس من حق الرئيس أو مجلس الإدارة بحسب النظام الأساسي للاتحاد، إذ تذكر المادة الأولى في فصل الأحكام العامة أن الاتحاد هيئة رياضية خاصة ذات شخصية اعتبارية تأسس وفقا لأنظمة المملكة بتاريخ 6-9- 1956، بينما تذكر المادة التاسعة والعشرون المتعلقة بتعديل النظام الأساسي أن الجمعية العمومية وحدها هي صاحبة الصلاحية في إجراء أي تعديل في هذا النظام واللوائح التي تحكم تطبيقه، وأن أي مقترحات بتعديل النظام الأساسي يجب أن تقدم كتابة مرفقة بشرح موجز إلى الأمانة العامة من قبل أعضاء الجمعية أو مجلس الإدارة، ولا يطرح المقترح للتصويت إلا إذا أيده 25% من الأعضاء على الأقل. ومن هذا يتضح أن إدارة عيد اتخذت قرارا عشوائيا دون آلية صحيحة لاتخاذه. خاصة أن الجمعية العمومية بحاجة لمعرفة أسباب هذا القرار قبل الموافقة عليه أو رفضه.

وبعيدا عن تعديل تاريخ التأسيس لفت نظري ما ذكره عيد في البيان نفسه حين قال: إن كأس خادم الحرمين امتداد لبطولة كأس الملك التي انطلقت عام 1377 هجرية، ولست مسؤولا هنا عن التنقل بين التاريخ الميلادي والهجري فهذا بيان عيد بما تضمنه، مما يعني أن الأهلي بات صاحب الرقم الأكبر برصيد 12 لقبا يليه الاتحاد بسبعة ألقاب، وبالتالي فإن الشباب لن يكون صاحب الرقم الأعلى في بطولة كأس خادم الحرمين في حال نال اللقب هذا المساء، وهي معلومة اختار عيد تقديمها للجميع دون أن نعلم لماذا لم تحتسب جميع الألقاب لبقية الأندية التي نالت كأس الملك بكافة مسمياته؟، إذ إن دوري كأس خادم الحرمين بهذه الحسبة يصبح امتدادا لكأس الملك، مما يعني أن الدوري السعودي توقف منذ 1990 وحتى 2008!.. شخصيا لا أنصح اتحاد كرة القدم بالتعامل مع جدليات إلا بعد حسمها بطريقة قانونية بعيدا عن أن تصبح بيانات وتصريحات مسؤولي الاتحاد بابا للمزيد من المهاترات في الوسط الرياضي.