ذهبت هالة المقاوم عن حسن نصر الله من أتباعه قبل خصومه، وتبينت حقيقته، وأنه أمير حرب، وقائد لفصيل يتبع مصالحه ومصالح مموليه.. واختفت تلك الأصوات التي تمجده حتى في الخليج والسعودية، والتي هالها أن يوصف وحزبه بالمغامرين في حرب تموز 2006 في موقف شجاع للغاية للدبلوماسية السعودية، وطبعا بعد بيان حقيقته وحزبه لم يعتذر من هاجم البيان الشهير..

لا بأس فالناس ينسون.

ألقى زعيم حزب الله خطابا خطيرا قبل أيام ظاهره الحماس لسورية والغيرة على فلسطين، وتسبيب تدخله، وهذا لم يعد ينطلي على أجهل أتباعه، فلا شك أن "نصر الله" حسب جيدا آثار دفعه لمقاتلي حزبه إلى سورية بشكل "معلن"، وضع تحت "معلن" وبكل وضوح عشرات الخطوط. ولا شك أنه أعطي ضوءا أخضر من قوة عظمى هي روسيا، فحزب الله يعرف أن دخوله مع الأسد دون غطاء روسي هو انتحار سياسي.. وليس حزب الله ممن يملك إرادته، ففؤاده معلق في طهران، ومنها يتلقى دعمه ويأخذ قوته. ولكن داعميه عادوا أيضا إلى فلك موسكو العائدة بقوة منذ خمس سنوات لاستعادة دورها التاريخي، يدعمها اقتصادها القوي الذي يساعد على الوقوف بنديّة في وجه الغرب، ويساندها حليف ضخم هو الصين.

ولأن حزب الله حركة لها تشابكات إقليمية وورقة ُيلعب بها، فإن تسخينه للمعركة ومعرفة من دفعه أن تدخله الواضح سيستفز كثيرا من الأطراف، وستقاتل بشراسة ضده، توحي أن هذه آخر أوراق محور "موسكو بغداد طهران دمشق الضاحية الجنوبية"، لتفجير الوضع قبل الدخول في الحل السلمي لتتحول المفاوضات بين الدول العظمى والإقليمية من التركيز على رحيل الأسد إلى مقايضات لانسحاب الحركات الأجنبية والمسلحة من سورية، ولتقزيم منافع رحيل الأسد إن رحل، وتعظيم منافع من ناصروه على الأرض.. أما أن "نصر الله" زحف على القصير لأنها البلد التي يمر فيها تأمين المقاومة، فهذا تمويه بليد على الرأي العام.. لم يعلن "نصر الله" حربه إلا بإذن روسي. فالتسوية قادمة، ولأن الدب الروسي يده كبيرة فلا بد أن يملأها بالأوراق.. وأصغر أوراقه بشار الأسد.