بعد سنوات طويلة من المحاولات غير الناجحة التي بذلها الهلال للفوز بدوري أبطال آسيا والتأهل إلى نهائيات كأس العالم للأندية، تواصل الفشل هذا الموسم أيضاً، ومن أمام خصم لا يقارن من حيث التاريخ والإنجازات والجماهيرية بفريق العاصمة السعودية.
ويبدو أن الأمر تحول إلى عقدة حقيقية سيطول حلها وربما تقود الهلال إلى التراجع محلياً بعد غيابه التام عن الواجهة القارية منذ 11 عاماً. ومنذ قدوم إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد إلى النادي الأزرق تجلت العقدة الآسيوية تماماً، بل إن عقدة أخرى تشكلت نحو التنافس مع الاتحاد الذي بات مصدر ارتباك واضح للإدارة الهلالية، حتى إن الأمير ربط بين أول فوز يحققه مع الهلال في جدة وبين تحقيق البطولة الآسيوية عندما أكد أن فريقه قادر هذه المرة على تحقيق اللقب الآسيوي!.
ويدرك العقلاء أن لكل عقدة "حلّالا"، لكن عندما يتخلى الحكيم عن حكمته ويهبط إلى مستوى المهاترات تزداد العقدة تعقيداً وتصبح مستعصية عليه، وكثيراً ما نزل رئيس الهلال إلى مستوى المشجع البسيط، ومن هذا تبريره في الموسم الماضي استعصاء البطولة الآسيوية عليه بصعوبة المنافسة وعدم قدرة الأندية السعودية على الفوز بها، قبل أن يعرج على العقدة الثانية ليؤكد أن الاتحاد أحرز اللقب الآسيوي قبل سبعة مواسم، ولم يكن عقلاء الهلال يعلمون ماذا أراد الأمير بهذا مثلاً، خاصة أن الأهلي لو حقق اللقب في الموسم الماضي لقال إن البطولة تحققت قبل أسبوع!.. وعقب خروج الهلال من كأس خادم الحرمين أمام الاتحاد وقف الأمير أمام الصحفيين وهو لا يعلم من أي عقدة يبدأ قبل أن يعطي معلومة خاطئة مفادها أن الاتحاد لم يحقق بطولة منذ أربع سنوات، وكان الهدف من هذه المغالطة إرضاء المشجع البسيط الذي لا يدرك الفرق بين وصول الأهلي إلى نهائي دوري أبطال آسيا وبين حصول الهلال على بطولة محلية لم يحتفل بها أنصاره!.
كثيرون يدركون أن الهلال بدأ يبتعد شيئاً فشيئاً عن الواجهة، وخلال الموسمين الأخيرين لم يفز "الزعيم" ببطولة الدوري ولم يفلح حتى بالتأهل إلى نهائي كأس خادم الحرمين، ولم يبلغ الدور نصف النهائي في دوري أبطال آسيا، ولم يبق من سمعته إلا الفوز بكأس ولي العهد وهو الإنجاز الذي لا يمكن أن يرضي غرور أنصار الهلال.. وقديماً قال علي بن أبي طالب من كثر كلامه كثر لغطه، ويبدو أن كثرة التصريحات جرّت خلفها اللغط وقطعت الأمل في العودة القريبة.. ومن أجل أن يعود الهلال بات على مسؤوليه أولاً أن يوقفوا تسطيح المشكلة من خلال تصريحاتهم المخصصة لاستهلاك المشجع "المراهق"، وأن يحددوا سقف أحلامهم في الموسم المقبل بالحصول على بطولة الدوري وعدم التطرق إلى الفوز ببطولة دوري أبطال آسيا، لأن الهلال القادم من بعيد لا يستحق أكثر من الوصول إلى الدور النهائي وهو إنجاز إن تحقق سيساهم في حل العقدة.
أيضاً على قائد السفينة الهلالية أن ينسى أو يتناسى على الأقل الأحداث "الرهيبة" التي عصفت بالهلال أمام الاتحاد في 24 مايو و15 يونيو 2011 وأن ينظر إلى المنافس الجداوي كبقية المنافسين دون حساسية قد تنعكس سلباً على اللاعبين والمشجعين.. مازلنا ننتظر هلالاً جديداً في الموسم المقبل يوازي على الأقل البداية الجيدة لولاية الأمير عبدالرحمن بن مساعد.