كغيري من الإعلاميين والصحفيين كنا نأمل أن يكون منتدى دبي منبرا لطرح آفاق جديدة للحوار وتبادل الأفكار بشأن قضايا الإعلام ومشكلاته في المنطقة العربية.. كنا نقول سابقا إن المنتدى لا يزال في بداياته ويحتاج إلى الكثير من الوقت والتجارب حتى يلبي طموحات الصحفيين، لكن للأسف وصل إلى دورته الـ12 ولم يحقق تطورا يستحق الدعم والمساندة.
لست ملما بتفاصيل عمل اللجان المنظمة والتحكيمية، ولا يهمني تقييم الداخل، إذ سبق أن تم تقييم ذلك من خلال زملاء لهم معرفة تامة بما يحدث في الداخل، كالزميل مطر الأحمدي في مقالته "جائزة الصحافة العربية.. هذه استقالتي" التي نشرتها "الحياة" يناير 2010، إذ وصف مجلس إدارة الجائزة بأنه "لا يحل ولا يربط، ولا يقدم ولا يؤخر"، وتقدم باستقالته من المجلس رافضا أن يكون شاهد زور، بعد أن فشل في تغيير نهج عمله، كما لا يهمني أن يتجاهل المنتدى الإعلام السعودي، الذي لم يجد فيه موهوبا واحدا يستحق إحدى جوائزه، رغم الجماهيرية والحضور الكبير للمؤسسات الإعلامية والصحافة السعودية، فقد تناول عدد من الكتاب السعوديين هذا الأمر، الزميل أحمد الطويان في مقالة "لماذا التجاهل" المنشورة في "عكاظ"، أكد فيها تجاهل القائمين على منتدى الإعلام العربي عن عمد الإعلام السعودي بكل آلاته الضخمة ومكانته العتيدة. لكن الأهم ما هي مخرجات هذا المنتدى التي يمكن أن تسهم في حل المشكلات الحقيقة التي تواجه صناعة الإعلام العربي؟
وصل المنتدى إلى دورته الـ12 ولم نر مبادرات في معالجة القوانين والأنظمة والتشريعات التي تعطل حرية وعمل الصحافة، ولم نر حلولا للصعوبات التي يواجهها الصحفيون لأداء واجبهم في كثير من الدول العربية، حتى وصل الأمر إلى سجن بعضهم ومنع التغطيات، وحرمان بعض الصحف من الإعلانات لمحاصرتها ماديا؟ المطلوب من المنتدى هو التصدي لمشكلات الصحفيين وصناعة الصحافة، وليس الاستماع إلى محاضرات تقدمها الفنانة أحلام التي فشلت في التعبير عن إعجابها بصوت أحد المشاركين في "آراب أيدول" فقالت له: "أنت مرفوع عنك القلم"! كما أن أهدافه المهنية بالتأكيد بعيدة عن التسويق لمدينة دبي، ومجاملة بعض الدول والشخصيات والمؤسسات العربية بما يخدم مصلحة القائمين عليه، فهل من مراجعة حقيقية لمسيرة المنتدى؟