مع عودة الطلاب إلى مدارسهم اليوم بعد إجازة منتصف العام، طالب مصدر تربوي، الشؤون الاجتماعية بالوصول إلى طلاب مدرسة ثانوية تقع في قلب الرياض التجاري، يعانون من ظروف اجتماعية صعبة، لا يرضون التحدث عنها بسبب "تعففهم". إذ يصل عددهم إلى 300 طالب سعودي إضافة إلى 500 مقيم من جنسيات مختلفة، مشيرا إلى أنهم قائمون على تبرعات مالية وعينية من معلمي المدرسة بشكل دوري، تشمل الملابس والأغذية وحتى المستلزمات المدرسية.

وأوضح المصدر لـ"الوطن" أن معلمي المدرسة التي تقع في حارة قديمة محاطة بمنطقة زراعية وسط أحياء الصياح والجرادية وسلطانة وإسكان الأمير سلمان الخيري وحي عتيقة لم يجدوا حلا لتلك المشكلة سوى اتفاق "ودي" أبرموه مع إحدى شركات الأغذية لصرف وجبات يومية للطلاب المحتاجين، إضافة إلى مجهودات شخصية بمخاطبة شركة أخرى تختص بتوفير الملابس والكسوة الشتوية للطلاب، مبينا أن البيئة السيئة للمدرسة متمثلة في موقعها مقابل عدد من مزارع البهائم، أسهمت في نشر أمراض وأوبئة عديدة أثرت على 35 طالبا باتوا يعانون "الربو" جراء رائحة البهائم والسماد أمام المدرسة مباشرة، إضافة إلى حالات مرضية أخرى من ضمنها حالتا صرع و4 حالات تعاني فقر الدم، فيما تضطر المدرسة إلى إلغاء الطابور الصباحي في مرات عديدة بسبب تأثر مرضى الربو بالروائح المزعجة.

وأضاف المصدر أن المدرسة رفعت أسماءهم وبياناتهم إلى إعانات في برنامج "تكافل" الذي أقرته وزارة التربية والتعليم منتصف العام الماضي، بعد أن خصصت الدولة حوالي 476 مليون ريال سنويا لدعم مؤسسة تكافل الخيرية بهدف مساعدة الطلبة والطالبات في مدارس التعليم العام، مبينا أن الطلاب المعوزين لم يتلقوا أي مساعدات من ذلك البرنامج الذي نصت عليه الأوامر السامية وتأخرت "التربية والتعليم" في تنفيذه، خصوصا أن العديد من الطلاب يرزحون تحت خط الحاجة دون تدخل الوزارة وهي الجهة المعنية في تطبيق الأوامر لمساعدة المعوزين في التعليم العام.

وبين أن موقع المدرسة السيئ خلف معه حوادث متكررة ومختلفة، أبرزها كانت غرق أحد الطلاب المقيمين قبل نحو عامين في أحد مجاري السيل بوادي حنيفة القريب جدا من المدرسة، إضافة إلى حوادث متقطعة آخرها صدم سيارة لأحد الطلاب قبل شهرين، مشيرا إلى أن المدرسة تضم طلابا من 4 أحياء من سكان العاصمة، وأن أكثر من 82 طالبا يقطعون طريق الملك فهد السريع ذهابا وإيابا من المنطقة الواقعة خلف سوق الخضار بحي "عتيقة"، محذرا في الوقت ذاته من حالات صدم كارثية قد يتعرض لها أولئك الطلاب الذين يقطعون "شريان" الرياض السريع مشيا على الأقدام، واستغرب عدم إنشاء جسر مشاة خاص بهم، سيما وأن موقع المدرسة يعتبر قديما ليس وليد اللحظة.

وطالب المصدر بإنشاء جسر مشاة للطلاب وسياج مخصص على الرصيف لعبورهم، مبينا أن حالة العوز التي يعانيها الطلاب وحالات التفكك الأسري أثرت على سيرهم الدراسي وانعكست على عدم تواصل المعلمين مع أولياء الأمور، خصوصا أن المشكلة تكمن في تعدد شرائح الجوال دوريا لأولياء الأمور، بسبب عدم سدادهم لفواتير الهاتف وانعدام التواصل مع مشرفي المدرسة. وحاولت "الوطن" التحدث مع أولياء أمور إلا أنهم رفضوا ذلك بسبب "تعففهم".


الأحداث التي رصدتها "الوطن":

• غرق أحد الطلاب المقيمين قبل عامين في وادي حنيفة القريب من المدرسة.

• إصابات وحوادث متقطعة، آخرها صدم سيارة لأحد الطلاب قبل شهرين.

•82 طالبا يقطعون طريق الملك فهد السريع يوميا ذهابا وإيابا إلى المدرسة.