استطاعت شجرة الزيتون زحزحة نخلة "الحلوة" من مكانتها في نفوس مزارعي منطقة الجوف، وتربعها على عرش الزراعة، مع احتلالها مساحات شاسعة من مزارع المنطقة، وبحسب تقديرات رسمية يتجاوز عدد أشجار الزيتون 14 مليونا، تحتضنها 15 ألف مزرعة، وتضم 300 مشروع زراعي و6 من كبرى الشركات الزراعية بالمملكة، وفي الجوف تنتج أشجار الزيتون مايفوق 80 ألف طن من الزيتون سنوياً، و60 ألف طن من زيت الزيتون، ومن المتوقع تضاعف هذا العدد في غضون السنوات الثلاث القادمة.
وكان الزيتون يستخدم إبان زاعته بالجوف قبل ثلاثة عقود مصادا للرياح والعواصف الرملية، وتحول في غضون 13عاما إلى أحد أهم اقتصاديات المنطقة.
ويعد موسم قطاف وعصر الزيتون بالجوف أكثر وهجا من موسم التمر، وتوج ذلك مهرجان حمل اسمه، وفي المقابل ساهم زخم شجرة الزيتون بتغير بعض العادات الغذائية عند الأهالي، وفرض نفسه على سفرة الشماليين.
الرئيس التنفيذي لمهرجان الزيتون الدكتور محمد بن دايس الدندني أكد في تصريح إلى "الوطن" أن الزيتون لايقتصر على كونه منتجا زراعيا، بل غدا هوية للمنطقة، وارتبط باسم الجوف وساهم بنمو وجلب استثمارات، وخلق فرص عمل للجنسين.
واعترف الدندني أن زراعة الزيتون بالجوف تخطى النخيل، واحتل مكانة في نفوس بعض المزارعين أكثر من النخلة، مشيرا إلى أن الجوف منطقة التقاء بين الشجرتين المباركتين، وشدد على تغيير الزيتون للعادات الغذائية للأهالي، مع دخول الزيتون للمطبخ الشمالي، واستخدامه في وجبات غذائية عدة.
وقال إنه بعد 6 نسخ من مهرجان الزيتون، بدأ القائمون عليه يخططون لنقله للعالمية، وهذا يتطلب عملا وجهدا، مضيفا أن هناك زوارا للمهرجان قدموا من دول الخليج، ونقلوا معهم زيت زيتون الجوف.
وفي سياق متصل ساهم منع بيع الحطب وتأخر وصول المستورد في زيادة الطلب على "الجفت" وقود التدفئة المستخرج من مخلفات مراحل عصر الزيتون، إذ تباع قوالب "الجفت" السوداء بـ10 ريالات للصندوق الواحد.
ويذكر بائع وقود الزيتون بالمهرجان أن أحد الزوار القادمين من خارج المنطقة بعد أن استخدم "الجفت" واشتم رائحته ولهب ناره طلب كميات كبيرة بلغت 4 آلاف صندوق، موضحا أن الجفت سريع الاشتعال، ولا تسبب رائحته أية مشاكل للجهاز التنفسي.