"شيك أوت" أو "بند الخروج من الفنادق" المفردة التي ختم بها زوار العروس (جدة) رحلة استجمامهم فيها، بعد إجازة اختبارات الفصل الدراسي الأول. وبدا ملفتا مشهد وداعية "الزوار" القادمين من المحافظات والمدن الأخرى أمام موظفي استقبال الفنادق، التي ازدحمت منذ الصباح بإجراءت خروجهم وترحالهم من جدة إلى مدنهم. فنادق جدة في أيامها السابقة رفعت لافتتها الحمراء "لا توجد غرف شاغرة"، حتى أمس، لترفع بعدها لافتتها الخضراء "أهلاً بالزوار الجدد".
الفنادق شهدت حركة وداعية منذ ساعات صباح أمس، حتى وصفها أحد عاملي الحقائب بأنه وداع بطراز سياحي، وأنت تشاهد صفا طويلا من السيارات متراصة، وبها عمليات نقل وترتيب لحقائب السفر، أمام بوابات الفنادق.
أما الوداع الأخير فلم يكن أمام بوابات الفنادق، وإنما في كورنيش جدة ومطاعمه، حيث شهدت ازدحاما شديدا من قبل الزوار الذين أقبلوا على المطاعم المتخصصة في بيع الأكلات الشعبية كالمعصوب والفول الحجازي والعدس. أما الكورنيش فحاله كحال مرافق الوداع التي شهدت اصطفاف أعداد كبيرة وتجمعات لاستنشاق نسمات بحرة، بل كان بعضهم وهم يتحدثون إلى "الوطن" يستذكرون أبياتاً شعرية من قصيدة "كل اللي بجدة يستانس" للأمير بدر بن عبد المحسن، التي يقول في مطلعها " إسقي كلَّ البحر .. مِن طلِّك عذوبه ** وسرَّحي ضيِّك عليه.. في المِساء مرَّ وشذى عِطرك في ثوبه.. وماسك الشَّمس بأيديه".
وعادت أجواء المدينة للهدوء وممارسة المقيمين فيها لأعمالهم، مع بدء أولياء الأمور وأبنائهم رحلة تجهيز "العودة للمدارس"، بعد أن شهدت العروس الأسبوع الجاري عاصفة من الازدحام في شوارعها ومراكزها التجارية، ومتنزهاتها وكورنيشها، يمكن وصفه بأنه كان أسبوعاً حافلاً بالزوار سواء القادمون بغرض السياحة أو هروباً من أجواء الشتاء التي خيمت على بعض المناطق، أو القادمون لأداء مناسك العمرة. وما زاد من حركة الاختناقات المرورية إغلاق بعض الطرقات نظراً لاستمرار العمل في عدد من مشاريع "البنية التحتية"، بهدف إعادة جدة إلى جمالها القديم والحضاري ليفتن عاشقها وتعيد عبارات الغزل فيها.
وتعد الاختناقات المرورية من أبرز الأسباب التي أدت إلى تحاشي مقيمي المدينة الخروج من منازلهم، الأمر الذي أثر كثيراً في قضاء حوائجهم الشخصية التي أضحت تأخذ زمناً مضاعفاً في بعض الشوارع الرئيسية.
فيما لجأ بعض الزوار للإقامة بمنازل أقربائهم المقيمين، لعدم وجود أماكن شاغرة في الفنادق.