"الشاذلية، دلة وفنجال، القهوة العربية"، مترادفات لأماكن باتت معروفة وملتقى للشاب خصوصا مع دخول فصل الشتاء، فأصبح الشاب يتدثر داخل إحدى تلك الجلسات بجانب دلة القهوة العربية ليتذوق أصالة الماضي، ويبتعد عن درجة الحرارة المنخفضة لتعيد شيئا من توازن الجسم ودفئه.

يقول الشاب معاذ الهذلي إن الجلسات الشعبية تعد أقرب إلى نفوس الشباب وتركيبة بيئتهم التي تعودوا عليها، مبينا أن فيها أريحية ومناسبة لجو الشباب الخاص بهم.

ويضيف الهذلي أن تكلفة شراء القهوة العربية بسيطة ولا تقارن بتكلفة شراء القهوة الفرنسية أو الكابتشينو من المحلات الأخرى بالنظر أيضا عندما يتقاسم مجموعة الشباب تكاليف الشراء.

فيما ينظر ممدوح العنزي إلى أن كثيرا من الناس أصبح يخرج من الأجواء الرسمية داخل البيوت والتكاليف التي لا طائل منها وتبعات تلك الزيارات، ويلتقي هو وأصحابه بإحدى تلك الجلسات القريبة من أجواء المنزل، خروجا من مأزق المصاريف المالية التي تصاحبها، فيما أعقب العنزي أن ذهاب بعض الأشخاص إلى تلك الجلسات لا يتعدى كونه من الإنفاق الذي لا طائل منه، مؤكدا أن الخروج إلى البر وإشعال النار والجلوس بجوارها وتقريب معاميل القهوة وإشراف الشخص بنفسه عليها هو أجمل ما في فصل الشتاء وما يميزه.

فيما أكد أحد أصحاب محلات بيع القهوة العربية سلطان الشهري أن إقبال الشباب زاد على محلات القهوة بشكل ملحوظ مع دخول فصل الشتاء خصوصا فترة ما بعد العشاء، معللا ذلك ببرودة الجو وطبيعة المشروبات الساخنة، مردفا أن كثيرا من الزبائن يستعيضون الخروج في فصل الصيف إلى المسطحات الخضراء بالذهاب إلى تلك الجلسات ، وأيضا ما يتضمنه المكان من ديكورات وأثاث شعبي يضفي على المكان دفئا أكثر، ويشعر الزبون بأنه داخل أحد بيوت الشعر مما يعد عامل جذب مهم للزيائن.

ويضيف الشهري أن هذه الأماكن خلقت مكانا لتجمع شريحة كبيرة من الناس تناسب ذائقتهم، وعامل استقطاب مهم، لقلة الأماكن الملائمة لهم، بخلاف الكازينوهات أو الاستراحات التي قد لا تناسب جميع شرائح المجتمع.

ويؤكد الشهري أن جودة القهوة والتمر وتطوير الأكلات الشعبية وتقديمها بطريقة مميزة ساهمت في إقبال الناس، مشيرا إلا أنه رغم كثرة محلات بيع القهوة وانتشارها في عدد من مناطق المملكة إلا أن الإقبال لا يزال كبيرا عليها، في دلالة على تعطش الناس لمثل هذه الأماكن.