أحدث فن النقش "القط" في قرية "رُجال" التراثية برجال ألمع جدلاً بين أعضاء وفد من الفنانين التشكيلين من الدول العربية والمملكة العربية السعودية أثناء زيارتهم لهذه القرية والاطلاع على فنون النقش، و"القًط"، وارتكز الجدل حول المدارس التي ينتمي لها هذا الفن، فالبعض رفض انتماء هذا الفن لأي مدرسة فنية حديثة كانت أو قديمة، وتزعمه الفنان التشكيلي نبيل النجدي حيث قال: هذا الفن لا ينتمي لأي مدرسة بل هو فن شعبي غير منظم ويميل إلى فن الزخرفة، وهو مجرد أعمال شعبية بسيطة استخدمها الناس، ولكن صورته النهائية تعطي جمالاً وهذا الجمال غير مدروس وغير منظم. ويضيف أنه مأخوذ من التراث ومُبدَع بأنامل نسائية ناعمة في تشكيله بدقة. أما الفنان رأفت منصور والفنانة وهاد سمير من مصرـ فكانا على التضاد من الرأي السابق، وقالا: هذا الفن هو حالة شعبية خاصة بهذه المنطقة جنوب المملكة تم استقاؤه من فن العمارة في محافظة رجال ألمع، وكذلك من بعض فنون النحت والحفر على الخشب التي تمت مشاهدتها في هذه القصور الأثرية، وهو فن منظم، وأكدا بأنهما لا يستطيعان تفسير هذه الرموز في زيارة واحدة لأن جميعها بحاجة إلى دراسة تاريخ هذا الفن. الدكتور حامد جمعة ركز على قراءة اللوحة تاريخيا لمعرفة أدوات هذا العمل ودلالاته، بينما ذهبت الفنانة التشكيلية اليمنية ألطاف حمدي إلى أن هذا الفن يندرج تحت إحدى المدارس الفنية كالمدرسة الرمزية والتكعيبية، وأكدت أنها لا تعرف شيئا عن هذا الفن على الرغم من تقارب جنوب المملكة من اليمن، إلى ذلك أوضح الكاتب علي مغاوي أن العلاقة مترابطة بين الفنون وتشكلات الحضارة حينما تحل بأرض تعج بالحياة، وأضاف: تفشل الآداب بل كل أنشطة الإنسان إذا لم يكن هناك فن، مشددا على أن فن "القط" محدود بمنطقة عسير فقط، وعن أصول هذا الفن وتاريخه ذهب إلى أنه غير معروف، مستشهدًا بلوحة تم العثور عليها في أحد الأقبية في قرية "رجال" برجال ألمع لا يعرف لها تاريخ ولا اسم من رسمها ونفذها. وقال أخيرا إن هذا الفن تتابع على يد رائدة هذا الفن الفنانة المرحومة فاطمة أبو قحاص، وإن جميع هذه اللوحات في هذا القصر من إهداءات نساء القرية اللائي توارثن هذا الفن، وكان الوفد قد ضم كل من: الفنانين والفنانات التشكيليين علي الطخيس، و فهد الأزوري، ومهدية آل طالب، محمد الثقفي.