هل يمكن لمجتمعنا أن يستوعب مشهد طفل أو يافع مراهق يدافع عن حقوقه ويطالب بها؟ وهل لدينا قراءة موضوعية لما تنتجه مؤسسات حقوقية، تعنى بهموم المجتمع وتمثل جزءا من مشهد حقوقي جديد يتشكل ليساهم في تخفيف حدة ما قد تتعرض له الفئات المعنفة؟!

مطلع هذا الشهر شهد مشاركة "قسم خط مساندة الطفل ببرنامج الأمان الأسري الوطني" باليوم العالمي لخطوط مساندة الطفل، في مناسبة لمنظمة خطوط مساندة الطفل العالمية. وقد أعلن عن إحصائية حديثة لعدد الاتصالات الجادة الواردة لخط مساندة الطفل خلال عام 1433، وبلغت أكثر من 7000 اتصال.. اكتسب خط مساندة الطفل 116111 خلال عام 2012 أهمية عكست مدى اهتمام شرائح المجتمع به ونوعية الخدمات التي يقدمها.

على صعيد آخر قسم "دعم الطفولة" في الفرع النسائي لهيئة حقوق الإنسان بالرياض قدم محاضرات وورشا توعوية في عدد من الروضات والمدارس والجامعات لعام 1433-1434 ، وبلغ العدد 22 مدرسة بمختلف المراحل و3 جامعات، واستهدفت من خلال البرامج التوعوية شريحة الأطفال والنساء، من رياض الأطفال وصولا إلى طالبات الجامعة ومجالس الأمهات في المدارس.

وقام الفرع النسوي لهيئة حقوق الإنسان بالرياض بحملة توعية مكثفة للمرشدات الطلابيات وتغطية 11 مكتبا تابعا للتوجيه والإرشاد، ولقرابة ألفي طالبة في 22 مدرسة، إضافة إلى ورش تعليم وحماية الأطفال من التحرش الجنسي، ومحاضرات توعوية خاصة بحقوق الأطفال، وأخرى بأمهات الأطفال، وزيارات توعوية خاصة لمدارس الدمج التي يتواجد فيها أطفال من ذوي الإعاقة.. واختتمت الأسبوع الماضي ورشة عمل (أساليب اكتشاف حالات العنف ضد الأطفال وسبل معالجتها) استهدفت 400 سيدة من منسوبات وزارة التربية والتعليم لتعريفهن بالإجراءات القانونية وآلية التعامل مع حالات العنف في المدارس.

جمعية حماية الأسرة الخيرية بجدة نظمت ورشة عمل أسرية متخصصة، لتوعية أكثر من 200 طفل، وتثقيفهم، حول التحرش الجنسي.. إلخ. الأخبار التي تؤكد على حراك المؤسسات المهتمة بحقوق الطفل وسط ضعف لأجهزتها الإعلامية والاكتفاء بنقل الخبر التقليدي من وسائل إعلام تتبع الطرق التقليدية في الطرح ولا تقدم هذه الجهود التوعوية بأساليب جاذبة.

مناسبات الطفولة باتت غالبية الأخبار عنها مرتبطة بالبعد الحقوقي، وسط إخفاق إعلامي لمواكبة التجربة التوعوية، رغم كون الإعلام أحد أهم المنابر، ويليه منبر المسجد والجامع ومراكز تحفيظ القرآن الكريم.. للحديث بقية.