"هذا رزقنا، كم واحدة فينا فاتحة بيتها من هالبسطة، ثم يجون العمالة يحاربوننا في رزقنا" بهذه الكلمات بدأت أم عبدالله إحدى البساطات حديثها لـ"الوطن"، للتعبير عن استياء المواطنات العاملات في المباسط من مضايقة العمالة الوافدة من الرجال والنساء لهن في مصدر رزقهن الوحيد، والاستيلاء أحيانا على مظلاتهن الخاصة ومحاولة الاعتداء عليهن.

وتقول أم عبدالله إنها تعمل في البسطات منذ 30 عاما ويزيد، وتحصل على رزقها منها، وإن أغلب النساء العاملات فيها مطلقات وأرامل ومهجورات وليس لديهن مدخل رزق آخر غير هذه البسطة، إلا أنهن يعانين من مضايقات العمالة الوافدة من الجنسين، خصوصا النساء اللاتي يضعن بضاعتهن في مظلاتهن التي بنينها بمالهن، ثم يتطاولن عليهن بل يحاولن ضرب المواطنات، بل إنها اضطرت إلى التقدم بشكوى إلى مدير السوق والأمن لحمايتها.

وحول المكان المخصص الذي أعدته الأمانة للبساطات، تقول أم عبدالله إنها تشكر الأمانة على جهودها مع البساطات، ولكن المكان الذي سينتقلن إليه بعيد عن المتسوقين، وأنهن يتخوفن من أن لا يصل إليهن الزبائن وينخفض بذلك دخلهن.

وأشارت أم محمد إلى أنها تخاف من الانتقال إلى المبنى الجديد الذي خصصته الأمانة للبسطات فتخسر الزبائن على حد قولها، وقالت إن البساطات يعملن منذ سنوات وفرحن كثيرا بعد جمعهن في مكان واحد بالرغم من أن العمالة الوافدة من نساء ورجال يضايقون المواطنات كثيرا وهم يتنقلون في السوق في أي مكان يريدونه بعكسهن، ولكن البساطات لا يعرفن ماذا يحدث لهن بعد الانتقال إلى المكان الجديد الذي سينتقلن إليه خلال الأشهر القادمة ويقع في الجهة الشمالية على طريق الملك فهد من سوق طيبة.

وتشاركهن الرأي أم صالح التي أثنت على جهود الأمانة، ولكنها قالت إنها لا تريد الانتقال إلى المظلة الجديدة التي خصصتها لهن الأمانة لأنها تخاف من خسارة زبائنها كما أنها تريد أن تتخلص من مضايقات العمالة الوافدة ومن تعاملهم السيئ معهن.

في المقابل، أوضحت مدير عام الإدارة العامة للخدمات النسائية بأمانة مدينة الرياض مورة الحارثي أن تعرض البساطات لبعض المضايقات من العمالة الوافدة وغيرها وارد وأن معالجة هذا الأمر يتم من خلال إيجاد أماكن منظمة لهن بالتنسيق مع إدارات الأسواق والجهات الأمنية، وقد يستدعي الأمر تدخل جهات من خارج أمانة منطقة الرياض.

وأضافت أن الانتقال لمقر جديد عوضا عن مكان كان معروفا مسبقا قد يواجه إشكالية طبيعية في التسويق، لكنها تختفي مع الوقت بعد تعرف الزبائن على الموقع وارتياده من قبل المتسوقين، مشيرة إلى أن الأمانة تتوقع أن يكون الموقع الجديد ناجحا ومفيدا للبساطات.

وبينت الحارثي أن المشروع قيد التنفيذ وسيتم الانتهاء من تنفيذه مرحليا بشكل تتابعي بعد تقييم عمل تجربة افتتاح باكورة هذا البرنامج بأسواق طيبة والعويس.