يعد كورنيش الدمام من المعالم السياحية في المنطقة الشرقية، التي يقصدها زوار وأهالي المنطقة. ويقع على الكورنيش بعض المنشآت السياحية، والمدن الترفيهية، والعديد من المطاعم، ويكتظ بالمتنزهين في الإجازات والعطل الرسمية. وفي مثل هذه الأيام التي تصادف إجازة منتصف العام الدراسي يقدم الكثير من زوار المنطقة الشرقية من مختلف مناطق المملكة خاصة من منطقة الرياض، ويفضل الكثيرون من زوار المنطقة الجلوس على شاطئ كورنيش الدمام، والبعض منهم تستهويه السباحة في مياه الكورنيش، لكن الكثيرين من الذين مارسوا السباحة في الكورنيش فوجئوا بأمر لم يكن في حسبانهم، بعد أن تم تنبيههم من قبل دوريات حرس الحدود بأن الموقع الذي اختاروه للسباحة هو مصب لمياه المجاري "الصرف الصحي".

"الوطن" تجولت في كورنيش الدمام أمس، ورصدت بعض تلك المصبات التي تضخ كميات كبيرة من مياه المجاري في البحر في مواقع مختلفة من الكورنيش، وشاهدت بعض الأسر الزائرة للمنطقة تجلس على الكورنيش أمام مصب للصرف الصحي دون أن تلحظ ذلك.

وعبر متنزهون كانوا موجودين في كورنيش الدمام لـ"الوطن" عن استيائهم من تصريف مياه الصرف الصحي في الكورنيش، خاصة أن موقع التصريف يقع عند معلم سياحي يرتاده كل أهالي وزوار الدمام.. يقول عبدالله السالم "زائر" إنه من عشاق كورنيش الدمام، واعتاد الجلوس هو وأصدقاؤه في هذا الموقع، إلا أن روائح مياه الصرف الصحي جعلتهم يتركون هذا الموقع ويذهبون إلى جهة أخرى من الكورنيش، لا توجد بها روائح بسبب مياه المجاري. ويقول خالد السيف، وهو زائر من الرياض، إنه في العام الماضي ترك أبناءه يسبحون في أحد المواقع التي تصب فيها مياه المجاري، وتابع قائلاً: أذكر عندما نزل أبنائي للسباحة في نفس الموقع توقفتْ بالقرب منهم دورية لحرس الحدود وطلبت منهم الخروج فورا وعدم السباحة في هذا الموقع، وعندما سألتهم عن سبب ذلك تم إفهامي بأن الموقع هو مصب لمياه المجاري ويشكل خطرا على صحة أبنائي.. يقول "بعدها قطعت وعدا بأني لن أسمح لأحد من أبنائي بالسباحة إلا في المسبح الخاص بالمنزل". وقال نايف الدوسري، أحد سكان حي الجوهرة الواقع على كورنيش الدمام، والقريب من مواقع مضخات الصرف الصحي، إنهم يعانون من تلك الروائح التي تنبعث من مصب الصرف الصحي، وإنهم متضررون من قرب ذلك المصب منهم، خاصة عند نقل التيار الهوائي هذه الروائح إلى مساكنهم.

وطالب مبارك العامري، أحد مرتادي كورنيش الدمام، إدارة مياه الشرقية بأن تحول مصب الصرف الحالي إلى جهة بعيدة عن مواقع تجمع الناس، وبعيدة عن المجمعات السكنية.

من جهتهم ذكر بعض أفراد دوريات حرس الحدود لـ"الوطن" أنهم من أكثر الناس تضرراً من تلك الروائح التي تنبعث من مضخات الصرف الصحي، وأنهم كثيرا ما يشهدون بعض أفراد الأسر يسبحون في مياه الكورنيش الملوثة بمياه الصرف الصحي، وبعضهم يسبح في موقع مصب المجاري، لجهلهم وعدم علمهم بأن هذه المضخات هي لتصريف مياه المجاري. وأوضحوا أنهم يجدون بعض ضعاف النفوس من الجنسيات الأجنبية يصطادون الأسماك من مواقع الصرف الصحي من أجل بيعها في سوق السمك.

من جهتها اكتفت مديرية مياه الدمام بالرد على سؤال "الوطن" عن الخطر الذي يشكله تصريف مياه المجاري على صحة مرتادي الكورنيش والساكنين بالقرب منه، وتهديد البيئة البحرية بالتلوث من تلك المياه الملوثة، على لسان مديرها المهندس فؤاد اليوسف بأن مياه الصرف الصحي التي يتم ضخها في هذا المصب معالجة ولا تشكل خطراً على البيئة البحرية.