يخطر في بال المتابعين للرياضة السعودية سؤال نعتقد أنه هام جداً مفاده: هل المسؤولون عن الرياضة السعودية يعرفون بدقة وبشكل علمي إلى أين تسير، وماهو مستقبلها وهل الواقع الحالي يبشر بالخير؟.

إذا كانت الإجابة بنعم فعلى بركة الله عز وجل، وسنعتبر أنفسنا أقل خبرة بكثير ممن يخطط وينفذ، وهذا هو منطق الأمور، وإذا كانت الإجابة بلا، فإلى أين تسيرون وماذا ستفعلون؟... فمضيعة الوقت آفة تنهش بنا بشكل مخيف، ومقولة أجّل عمل اليوم إلى الغد أصبحت سلوكاً طبيعياً عند البعض لدرجة أنه يتصور أنه قادر على وقف الزمن متى يشاء، وهذا السلوك مرفوض على المستوى الشخصي فكيف إذا كنا نتحدث عن شخصيات عامة يرتبط بها واقع الرياضة بكل مفاصلها؟!.

لنتحدث عن مسألة على سبيل المثال لا الحصر:

باتت معظم الأندية تبحث عن مدربين أجانب لفرقها وما دامت تملك ولو القليل من السيولة المادية لا تفكر بمدرب محلي حتى ولو كان أفضل بكثير ممن سيحضر من الخارج، وباتت معظم الأندية تطالب بالتحكيم الأجنبي حتى ولو كان الحكم المحلي بمستوى خليل جلال، والسؤال لماذا؟... لأنه لدينا عقدة نقص حقيقية كما وصفها منذ زمن بعيد الكاتب المصري توفيق الحكيم.

لدينا عقدة نقص في ثقتنا بأنفسنا، لذلك لم نمنحها فرصة التعرف على إمكانياتها، واعتبرنا أن المال وحده يحل لنا كل مشاكلنا، ويزيد عليها أننا لا نتحرك ليكسب أبناء الوطن المهارات اللازمة التي تفرض عملاً دؤوباً على مدار السنوات لأن العلم يتطور في كل اتجاه ومنها علم التدريب والتحكيم، ولو أجرينا استبياناً بسيطاً من بطولة العالم الأخيرة بكرة القدم التي جرت في جنوب أفريقيا لوجدنا أن 20 مدرباً وطنياً قادوا منتخبات بلادهم، وأن المنتخبات الأربعة التي وصلت إلى نصف النهائي كان مدربوها وطنيين، بل أكثر من ذلك فإنه لم يسبق لمنتخب فاز بكأس العالم على مر التاريخ إلا بمدرب وطني.

ألا يدعونا ذلك للتفكير بالكيفية التي نرتقي فيها بمدربينا المحليين؟... لأنه بصراحة يجب أن نعترف أن المال مهم جداً، ولكن ثمة أشياء أخرى لا تقل أهمية وأولها الانتماء، وإذا كان الانتماء يعاني بعض الشيء أمام جبروت المال، لكنه عندما يجد الجد لن يتخلى الإنسان عن انتمائه إلا إذا كان عاقاً من الأساس.

بعض أصحاب المال للأسف يتصورون أنهم أصحاب الكلمة الفصل، ويتصورون أن على الجميع الخضوع لشروطهم، ومثل هؤلاء موجودون بكثرة في أنديتنا، وإذا تركناهم بما هم عليه الآن، فسنخسر المستقبل.. والمال.