أعلنت الوساطة الأفريقية بين دولتي السودان أن الطرفين أحرزا تقدما ملحوظاً في جولة المحادثات الأخيرة بأديس أبابا، خاصة فيما يلي الترتيبات الأمنية، رغم إعلان الخرطوم رسمياً فشل المفاوضات مع جوبا بسبب تراجع وفد الجنوب عن اتفاقات سابقة. وتبادل وفدا البلدين الاتهامات بإفشال الجولة وهما يغادران مقر المباحثات. وقالت اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو أمبيكي في بيان صحفي إن الرئيسين عمر البشير وسلفا كير ميارديت سيحققان المزيد من التقدم في حل القضايا العالقة لدى لقائهما في 24 يناير الجاري على هامش قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة الإثيوبية، وقالت إنه أمر حيوي لإقامة علاقات سلمية بين الدولتين وبقائهما وازدهارهما. وكانت جوبا قد اتهمت الخرطوم بالتلكؤ في سحب قواتها من الحدود وتقديم مطالب جديدة بشأن منطقة الميل 14. كما رفضت قبول النفط الجنوبي وتكريره حتى يبدأ تنفيذ المنطقة العازلة. وبدوره اتهم حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان دولة الجنوب بعرقلة تنفيذ اتفاقية التعاون بين البلدين، وأبدى تشاؤمه من نتائج القمة المرتقبة الخميس القادم بين رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير، لعدم التزام جوبا بما خرجت به القمة السابقة من نتائج.
من جهة أخرى أبدى ممثلون عن الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور حرصهم على استئناف المفاوضات، بعد اجتماعات تحضيرية بالدوحة ناقشت مسألة انضمام حركات جديدة إلى اتفاق سلام الدوحة. وقال رئيس الوفد الحكومي في المفاوضات أمين حسن عمر "نحن حريصون على التفاوض مع الجميع بنية حسنة للتوصل إلى نتائج جيدة". ومن جانبه، أوضح نائب رئيس حركة العدل والمساواة أركو سليمان ضحية أن استئناف المفاوضات سيبدأ بعد حل كل المسائل العالقة. وقال إن المفاوضات ستشكل مجمل الملفات التي تم الاتفاق عليها في وثيقة الدوحة، بما في ذلك ملف اللاجئين والنازحين.