مدخل مهترئ، وباب من حديد يأكله الصدأ والغبار والزمن، وأتربة تتراكم على سجادة الصلاة، ومصاحف تآكلت أطرافها، وكتيبات دينية مختلفة وبعض أوراق الفتاوى والأدعية ومناديل متناثرة في أطراف المكان، إضافة إلى أسلاك تتدلى من الجدران لا يأبه تاركها بالخطر الذي قد تسببه لمن يلمسها.

هذا هو حال أغلب المصليات النسائية الملحقة ببعض المساجد، فالصورة واحدة، ولا يختلف الحال كثيراً في بعض المساجد التي جعلت من ممر خلفي لها مصلى للنساء، لعذر التحسينات التي تمتد إلى شهور طويلة دون أن يتحسن الحال، فيما أبدت بعض المساجد الأخرى اهتماما واضحا بمصليات النساء أسوة بمصليات الرجال، وهو ما نجده في الجوامع الكبيرة المعروفة.

أم عبدالعزيز تصلي دائماً في مسجد بأحد الأحياء الكبرى في الرياض، الذي اشتهر بممشاه، مبينة لـ"الوطن" أن الحمامات رغم اعتقاد أصحاب المسجد بنظافتها إلا أنها تعج بالأتربة ويعلوها الصدأ مما جعلها تتردد كثيراً قبل الدخول إليها للوضوء، ولكنها مجبرة على استخدامها أحيانا إذ تضطر لإحضار المياه النظيفة للوضوء، حتى لا تعتمد على الماء الموجود في دورة المياه، أما الأتربة فتغمر المصليات في كل صلاة.

وأضافت أنها حاولت كثيراً تنظيف المكان رغبة في الأجر، ولكنها لا تستطيع وحدها القيام بهذه المهمة التي تحتاج إلى فريق نظافة، وحينما سأل زوجها المصلين من الرجال، أخبروه بأنهم لم يجدوا فاعل خير ليساهم في تعديل المكان. وتتساءل: أين الجهات المختصة التي تشرف على هذه المصليات؟

أما أم أمجاد فتقول: المصليات النسائية لا يُهتم بنظافتها إلا في شهر رمضان بعد أن يتلقى الإمام مجموعة من الشكاوى. وتذكر أن زوجها أخبرها مراراً بوجود تبرعات تقدم لإمام المسجد خلال رمضان لتساعده في تحسينات المسجد، إلا أن هذا الإهمال لا ينطبق على جميع المساجد، فهناك جوامع كبرى اهتمت بالمصليات النسائية كالرجالية على حد سواء من ناحية النظافة والصيانة، وفي بعض الأسواق كذلك يختلف الوضع بين المراكز، فهناك مصليات أهملت بشكل لافت ومصليات خصصت لها عاملات أجنبيات لتنظيفها والاهتمام بها بشكل دوري ومستمر.

"الوطن" تواصلت مع أحد منسوبي وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد- فضل عدم نشر اسمه- فأوضح أن أي مشكلة خاصة بالنظافة أو السلامة، يُبلغ بها إمام المسجد من قبل المصلين، ليقوم الإمام بتبليغ المراقب المختص في إدارة المراقبين بالوزارة، وتبدأ خطوات المعاملة بالتحقيق، ومعرفة أسباب التقصير بعد أن تعد الإدارة تقريرا عن ملاحظات المراقب المختص بالجهة المخالفة، وبناء عليه تحال إلى إدارة الصيانة والتشغيل، وفي نهاية المطاف يستدعى المندوب لكتابة المخالفة، ولكن هذه المعاملات تتأخر بسبب الروتين الحكومي، وإهمال بعض الأئمة وعدم تجاوبهم مع الوزارة.