كل البرامج الحوارية التلفزيونية تقع بين "جملة مفيدة" و"ثرثرة مزعجة"، بعضها يتقن الأولى والكثير منها يتقن الثانية والبقية بينهما، فيوم كالأولى ويوم كالثانية!
أكثر ما يزعج المشاهد الذي يمسك بـ"الريموت كنترول" أن يمر على برنامج حواري وينتظر لأكثر من دقيقتين لا تفارق فيهما الكاميرا المذيع وكأن الضيف من ديكور الأستديو!
الجملة المفيدة قد تتكون من كلمتين فقط، وقد تزيد عن ذلك، لكن ستبقى كل كلمة فيها جزءا لا يتجزأ من الجملة.. والجملة المفيدة تكون "أبلغ" كلما قلت كلماتها.. وتكون "أبشع" كلما كثرت كلماتها..
الإعلامية منى الشاذلي لا تجيد صياغة "جملة مفيدة"، ودائماً تكون أسئلتها في جمل غير مفيدة، تتمتع بالطول، وجمل تبدأ بالرأي قبل الاستفهام.. ومع ذلك لم تجد الشاذلي بعدما استقطبتها mbc مصر، عنواناً لبرنامجها سوى "جملة مفيدة"، وكأنها تشعر بنقص ذلك فتريد تعويضه بالعنوان.
منى الشاذلي إعلامية محترفة وتاريخها يشهد بقائمة من الشخصيات البارزة التي حاورتها والبرامج الترفيهية التي قدمتها، لكن تاريخها أيضاً يشهد بأنها لم تلتزم باتفاقياتها مع قناة دريم التي كانت تقدم عليها برنامج "العاشرة مساءً"، وانتقلت فجأة لتقدم برنامجاً على mbc مصر يناقش أحداث مصر ويحاور شخصيات مصرية، كما كانت تفعل في "العاشرة مساءً".
ويشهد تاريخ الشاذلي بأنها أول من احتفى بانقلاب الإعلامي حافظ الميرازي على قناة "العربية"، إحدى قنوات مجموعة mbc، ليقول ما يعتقد أنه يحرج القناة التي وقفت معه ومع بلده وحولت برنامجه "أستديو القاهرة" من أسبوعي إلى يومي لمتابعة أحداث الثورة المصرية.. واستضافته الشاذلي ليسيء لقناته، ويوحي للمشاهد بأن "العربية" لا تستطيع انتقاد المملكة. لكن ماذا سيقول الميرازي والشاذلي حين يشاهدان الإعلامي داود الشريان يناقش قضايا سعودية في برنامج الثامنة على mbc؟
(بين قوسين)
تاريخ أي إعلامي أو أي وسيلة إعلامية سيحفظ الإخفاقات كما سيحفظ النجاحات.