أدى شح أسطوانات الغاز في نقاط التوزيع داخل المدينة المنورة إلى تصاعد المخاوف من نشوب أزمة حادة قبل أن تستأنف محطة شركة الغاز في المنطقة عمل كافة خطوط التعبئة، فيما قللت وزارة التجارة والصناعة من ذلك، قياسا بعدم رصد أي بلاغات أو شكاوى حيال تلك الأزمة التي يخشى أن تطول المطاعم وشركات التموين الغذائي في حال نفاد تموينها من الغاز.
وحذرت غرفة المدينة المنورة من العجز الذي بدأت ملامحه في عدد من نقاط التوزيع إثر حادثة الحريق الذي جاء على أثر تسرب في الدائرة الثانية، وهو الحادث الذي قللت شركة الغاز والتصنيع الأهلية" خلال البيان الذي أصدرته في حينه من تداعياته على توفر وحدات الغاز المعبأة، إذ أشارت إلى أن الحادث لن يؤثر في الإنتاج.
وتخوف مصدر في الغرفة في حديث إلى "الوطن" من نشوء سوق سوداء في نقاط توزيع الغاز في حال تباطؤ شركة تصنيع الغاز في حل المشكلة وإعادة تشغيل كافة خطوط التعبئة لاسيما في الوقت الراهن الذي تشهد فيه المدينة المنورة إقبالا من قبل المعتمرين والزوار، متسائلا في السياق ذاته عن سبب تأخر الشركة في معالجة أضرار الحريق الذي مضى عليه نحو شهر، التي ما زالت أضراره مستمرة على المستهلك، لافتا أنه يتعين على شركة التصنيع الوطنية توفير مخزون احتياطي وبالذات في مكة المكرمة والمدينة المنورة كونهما تستقبلان سنويا ما لا يقل عن عشرة ملايين ما بين حاج ومعتمر وزائر.
ووفقا لمعلومات حصلت عليها الوطن فإن عددا من نقاط توزيع أسطوانات الغاز في المدينة المنورة تراجع نسبة المخصص لها من قبل شركة توزيع الغاز في المنطقة إلى النصف، وهو ما جعل الموزعين عاجزين عن توفير طلبات العملاء في ظل نقص المعروض مقابل الطلب، وعلاوة على ذلك فإن نقاط التوزيع هي الأخرى باتت تعيش ظروفا قاسية للغاية عند توريد أنابيب الغاز من مقر الشركة إذ يتطلب ذلك ساعات طويلة قد تتجاوز أحيانا الـ 10 ساعات.
وتتخوف المطابخ والمطاعم وشركات التموين الغذائي والمخابز من أن يطول أمد هذه الأزمة والذي سينعكس على إيرادتها سلبا، لاسيما في الوقت الراهن "الإجازة" الذي يكثر فيه الاعتماد على المطابخ والمطاعم.
في المقابل قلل مدير إدارة الغش التجاري بفرع وزارة التجارة والصناعة بالمدينة المنورة محمد الملا من حجم المشكلة مؤكدا أن فرع المنطقة لم يرصد أي بلاغات أو شكاوى حيال نقص أسطوانات الغاز، الأمر الذي اعتبره الملا لم يرتق إلى حد الأزمة.
فيما حاولت "الوطن" الاتصال بمدير الشركة الوطنية للتصنيع بالمدينة المنورة دون أن تجد منه أي تجاوب.