يأتي انعقاد مؤتمر القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالث في الرياض وسط الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية الصعبة التي يعيشها العالم عموماً وتعيشها أغلب الدول العربية وخصوصاً في السنوات الأخيرة والتي تسعى من خلاله إلى دعم وتحفيز عالمنا العربي لتحقيق تقدم فعلي وواقعي يلمسه مواطنوهم وتعيشه شعوبهم وبطرقٍ سريعة ومتقدمة في جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وخصوصاً تلك التي تخدم المحاور الرئيسية في مشاريع التنمية البشرية المختلفة التي تشمل جميع المجالات التعليمية والصحية وبرامج الضمان الاجتماعي والمشاريع التي تخدم الشباب والمرأة العربية ودعم مشاركة المجتمع المدني في كافة القطاعات وكذلك الحرص على دفع التكامل العربي في المجالات المختلفة والمتعددة من أجل تحقيق الأهداف المرسومة وإعادة تفعيل إمكانيات الاقتصاديات العربية والعمل على إزالة كافة المعوقات وتسريع العمل لإنهاء جميع المشروعات التنموية المختلفة بدءاً من مشروع الربط الكهربائي العربي والربط البرّي بالسكك الحديدية وإقامة الاتحاد الجمركي العربي الذي من المقرر أن يتم التطبيق الكامل لهُ في عام 2015 وكذلك العمل على إنجاز برنامج الأمن الغذائي واستراتيجية الأمن المائي للمنطقة العربية، والعمل على الحدّ من البطالة والفقر عن طريق الاهتمام بدعم وتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وذلك حسب الطّرح الذي قدمته دولة الكويت في المؤتمر الاقتصادي في عام 2009 وكذلك العمل على تطوير منظومة التعليم، وغيره من الخطط والمشاريع التنموية العربية المشتركة التي تهدف إلى تأسيس شراكة تنموية حقيقية بين جميع الدول العربية والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل إتاحة الفرصة للأجيال الشابّة للمساهمة في الأعمال التنموية التي تصب في مصلحة المواطن العربي وصيانة حقوقه وتضمن له الحياة الكريمة الآمنة.

لقد كانت فكرة القيام بعقد مؤتمرات عربية مخصصة للموضوعات الاقتصادية والاجتماعية التنموية بمبادرة كويتية مصرية مشتركة وتم إقرارها في القمة العربية التي عُقدت في الرياض في عام 2007 وكان المنطق والهدف منها من أجل مواجهة التحديات التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الدول العربية وكذلك من أجل زيادة الاهتمام في التنسيق لاستراتيجياتها التنموية مجتمعة ووفقاً لمنظور شامل ومتعدد ليشمل جميع أشكالها وقطاعاتها المختلفة وكذلك من أجل بناء القُدرات البشرية لمواكبة التطورات التنموية العالمية، وهذا لن يتحقق إلا عن طريق تضافر الجهود من قبل جميع العرب من أجل دعم التنسيق الكامل بينهم في كافة المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية ومحاولة الوصول للهدف المقصود وإصدار القرارت اللازمة للبدء في العمل العربي المشترك الذي يساهم بشكل سريع وفعّال في إحراز التقدم في المجالات التنموية المختلفة من أجل تأمين الأجيال المستقبلية لمواجهة التحديات والتطورات العالمية.

أخيرا..أقول إنه على جميع الدول العربية التي يجمعها الدّين والّلغة والتاريخ والثقافة والعِرق والدّم أن تسعى جاهدةً وبكل الوسائل الممكنة والمتاحة وذلك عن طريق قادتها المخلصين من أجل الاتحاد والعمل بشكل جاد على تحقيق تطلعات شعوبهم ومواطنيهم والعمل على إنجاز جميع المشروعات والخطط الاستراتيجية التنموية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية التي تم إقرارها في المؤتمرات السابقة والحرص والتأكيد على القائمين عليها بوجوب الإسراع في تنفيذها على أعلى المستويات وبأدق التفاصيل اللازمة وأن تكون النوايا الصادقة والعمل الجاد والشفافية والوضوح هي المبدأ الذي يعملون به والطريق الذي يسيرون عليه حتى يصلوا إلى برّ الأمان وشاطئ الأحلام لتحقيق الأهداف المرجوّة.