طالب باحث متخصص في علم اللغويات، بإعادة النظر في طريقة تدريس القرآن الكريم في مراحل التعليم العام وذلك في مقترح قدمه لوزير التربية والتعليم، قال فيه إن القرآن الكريم في المرحلة الابتدائية يُدرس بطريقة عكسية من جزء عم تصاعدياً.
وأوضح الباحث في تاريخ اللغات ومؤلف كتاب "عالمية الأبجدية العربية" الدكتور عبدالرزاق القوسي في تصريح لـ"الوطن" ، أن قِصر السورة لا يعني أنها الأنسب للطفل، بل أن قصار السور جاءت لتتحدى صناديد قريش وشعراء العرب، فهي بلا شك ذات معان بليغة وقيم سامية، فهل يعقل أن يفهمها طفل عمره أقل من عشرة أعوام لا يملك أي رصيد لغوي.
وأشار إلى أن القرآن لا يُدرَّس وفق احتياجات الطالب اللغوية والفكرية والوجدانية، بل إنه يكلف بحفظ الجزء الأخير من القرآن ثم الذي قبله ثم الذي قبله دون اعتبار لما يناسبه، مبيناً أن القرآن نزل مجزأ ومخاطباً لمختلف العقول، وكان الأنسب في التعليم العام أخذ مقاطع مجزأة من بعض السور التي تتناسب مع عقلية الطالب، كما أن الأجدى هو تعليم الأطفال وتحفيظهم للآيات التي تحوي قصص الأنبياء وغيرهم لسهولة كلماتها وبساطة العبارات التي لا تحتاج إلى تفسير، كما في قصة إبراهيم في سورة الأنبياء.
وأضاف أن حفظ القرآن وقراءته دون فهم يظلان ملازمين للطالب إلى مراحل متأخرة من عمره، وهذا خلاف الهدف من قراءة القرآن كما قال تعالى: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ"، ففي سورة العاديات كمثال يصعب على الطالب الصغير فهم آيات كـ "وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا) (3)، وبالتالي لن تؤثر على سلوكه.