بعد أشهر من تداول أصحاب العمل والمقيمين بالمملكة كلاما عن اتجاه وزارة العمل إلى إلغاء نظام الكفيل، حسمت الوزارة أمس الأمر نهائيا بتأكيدها أن لا نية لإلغاء نظام الكفيل لأنه "سيتسبب في إحداث فوضى في سوق العمل من خلال تنقل العمالة الوافدة من منشأة إلى أخرى دون موافقة صاحب العمل"، وفق ما كشف مصدر رفيع المستوى في الوزارة لـ"الوطن".
وقال: "فكرة إلغاء كفالة العمالة الوافدة وردت ضمن 3 أفكار لدعم مسيرة توطين الوظائف هي: إلغاء الكفيل، أو توحيد الأجور، أو رفع تكاليف رسوم العمالة الوافدة". وأضاف: "بعد مناقشة هذه الأفكار وتدقيقها تم اختيار رفع رسوم العمالة (إلى 2400 ريال سنويا) واستبعاد الفكرتين الأخريين".
وأكد المسؤول نفسه أن وزارته "ستعمل جاهدة على توطين الوظائف من خلال رفع تكاليف العمالة الوافدة على أصحاب المنشآت ليكون العامل السعودي هو الخيار الأفضل والأقل كلفة على المنشآت بدلاً من العمالة الوافدة"، مستغربا احتجاج بعض أصحاب الأعمال على قرار رفع تكاليف الرسوم.
على صعيد متصل، كشف رئيس جمعية المستهلك الدكتور ناصر التويم لـ"الوطن" تسبب قرار تحصيل رسوم العمالة الوافدة في تدني الخدمة المقدمة خصوصا نظافة المرافق العامة وبعض الجهات الحكومية والخاصة، معلنا أن الجمعية رصدت ذلك بعد شكاوى من سوء الخدمات لشركات النظافة والصيانة، إضافة إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تصل إلى 50%.
نفت وزارة العمل ما يدور في أوساط الأعمال حول فكرة "إلغاء الكفيل"، معتبرة أن إلغاء كفالة العمالة الوافدة أمر سيتسبب في خلق الفوضى في سوق العمل.
وبحسب مصدر رفيع المستوى بالوزارة "فضل عدم ذكر اسمه"، فإن فكرة إلغاء الكفالة أتت ضمن ثلاث أفكار لدعم مسيرة توطين الوظائف، هي "إلغاء الكفيل، وتوحيد الأجور، ورفع تكـاليف رسوم العمالـة الوافـدة"، حيث تم اختيار الأخيرة واستبعاد الفكرتـن السابقـتين.
وأكد المسؤول أن الوزارة ستعمل جاهدةً على توطين الوظائف من خلال رفع تكاليف العمالة الوافدة على أصحاب المنشآت، ليكون العامل السعودي هو الخيار الأفضل والأقل تكلفة على المنشآت بدلاً من العمالة الوافدة.
وفي ظل احتجاج بعض التجار على القرار الوزاري بخصوص رفع رسوم رخص العمل للعمالة الوافدة، بين المسؤول في تصريح لـ"الوطن" أن الوزارة طرحت عدداً من الحلول لإحلال العامل السعودي مكان العامل الوافد، واختارت الأنسب، وهو رفع رسوم رخص العمل، مبيناً أن الوزارة لو اختارت توحيد أجور العمال لتضرر الاقتصاد وتكبد التجار خسائر، مشيراً إلى أن توحيد أجور العمال يعني حصول العامل الوافد على أجر مماثل لأجر العامل السعودي ووضع حد أدنى للأجور.
واستغرب المسؤول من احتجاج بعض أصحاب الأعمال على القرار الوزاري القاضي برفع تكاليف الرسوم، معتبراً أن هذه الزيادة تدعم الموظفين السعوديين الذين يحصلون على الدعم من صندوق تنمية الموارد البشرية.
وأضاف المصدر أن فكرة إلغاء الكفيل لن تعمل بها الوزارة، مضيفاً: "إن أقر إلغاء الكفيل فسيخلق بعض الفوضى في سوق العمل من خلال تنقل العمالة الوافدة من منشأة إلى منشأة دون موافقة صاحب العمل".
وكان وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه كشف في تصريح سابق لـ"الوطن" أن وزارته تعتزم خفض ميزة العمالة الوافـدة برفع تكاليفها ليصبح السعودي محـل اهتمام القطاع الخاص، موضحا أن تكاليف الاستقدام حـالياً للعمالة الوافدة تعتبر ميزة لأصحاب العمل، مما يتطلب رفـع تكاليفها ودفع القطاع الخاص لتوظيف السعوديين. مؤكداً أن "الداخلية" و"العمل"، إضافة إلى وزارة المالية شرعـت بدراسة تتعلق برفـع تكاليف الاستقدام التي يدفعها أصحاب الأعمال لعمالتهم، وانتهـت الدراسة إلى أن رسوم التأشيرة والإقامة ورخصة العمل تعتبر منخفضة، وتحتاج إلى زيادة كي يصبح السعودي محل اهتمام الشركات.