حاصرت عدة مطاعم ومواقف سيارات ومبنى تجاري أحد أقدم مساجد مدينة الخرج، وابتلعت معالمه بعد أن أخفتها من أربعة جهات، وأغلقت مداخل المصلين سوى مدخلين لا يتجاوز عرض كل منهما المترين ونصف المتر من الجهة الغربية، ومدخلا مماثلا بمحاذاة مواقف إحدى شركات المأكولات السريعة، فيما لم يظهر من مبناه سوى مئذنته التي تقاصرت أمام تطاول الآخرين على فسوحها وحقوق المصلين.

واختفت واجهة المسجد الذي بني قبل 40 عاما بعد ترميمه بسبب بناء تجاري من الجهة الشمالية مع مطاعم من جهته الجنوبية المطلة على طريق الملك فهد "القاعدة" أحد أكبر شوارع المحافظة تجارياً، إلى جانب بناء إحدى شركات التغذية للوجبات السريعة مؤخراً في زاويته الجنوبية - الشرقية، وإنشاء مواقف للسيارات خاصة بالشركة بجدار خرساني حجب واجهة المسجد الشرقية الوحيدة كاملة، ويخفي بناءه تماماً، فيما لم يبرز من معالم المسجد سوى مئذنته.

وقال عبدالله الشافي أحد سكان الحي، إن المصلين مستاؤون من هذا الوضع، خصوصاً في ظل غياب الاهتمام من قبل العديد من الجهات الحكومية والخدمية لما تعرض له المسجد الذي طمست معالمه، داعياً العديد من الجهات للتدخل في هذه المشكلة التي تعد مشكلة تمس مساجد الله.

من جانبه أوضح مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بالخرج عبدالرحمن محمد الداعج لـ"الوطن"، إن المشكلة لابد لها من بحث لأنه يشترك فيها العديد من الجهات الحكومية، داعياً مراقبي البلدية أو مندوبي الجهات الأخرى إلى العمل ببعد النظر بشأن الأراضي التي تحيط بالمساجد أو غيرها من المشاريع الحكومية الأخرى، وتكوين لجنة للبت في المشاكل التي تحدث مستقبلاً سواء في بناء المساجد أو غيرها من المباني.

ودعا الداعج إلى ضرورة مشاركة عدة جهات بشروط صارمة لحماية حقوق المساجد، وعدم إعطاء فسوح الأراضي المماثلة المحيطة بالمساجد، إلا بعد المعاينة الميدانية وموافقة وزارة الشؤون البلدية، إضافة إلى مشاركة الجهات المعنية في تدوين الملاحظات في التقارير المرفوعة للوزارة للنظر فيها، وتفادي الأخطاء التي قد تراها جهة دون الأخرى، وعدم تكرار مثل هذه الإشكالات مستقبلاً.