أدخلت التعديات على الأراضي مشروع مستشفى الصحة النفسية بجدة قائمة التعثر، بعد وقوع تعديات على الأرض الخاصة لإنشائه والواقعة شرق الخط السريع منذ 3 سنوات.
وفي الوقت الذي أكد فيه رئيس لجنة التعديات بجدة المهندس سمير باصبرين لـ"الوطن"، أن اللجنة سلمت أرض المستشفى للشؤون الصحية بعد إزالة كافة التعديات التي تعرضت لها الأرض، كشف مصدر مطلع بإدارة المشاريع بوزارة الصحة (فضل عدم ذكر اسمه) لـ"الوطن"، أن إدارته بدأت فعليا البحث عن مقاول يتكفل باستلام المشروع الذي سيستغرق بناؤه على أقل تقدير 3 سنوات أو أكثر إذا تم إرساء مشروع المستشفى على مقاول جاد، خصوصا وأنه تم في الأسبوع ما قبل الماضي إزالة التعديات الواقعة على الأرض، وأن هذه التعديات هي سبب تأخر المشروع حتى هذه الفترة.
وقال "الشؤون الصحية تحاول إيجاد الحلول البديلة الموقتة، وهو إيجاد مبنى مستأجر لكن بدون جدوى، فمدينة جدة لا يتوفر فيها مبان قد تكون صالحة لنقل مرضى نفسانيين لها وفقا لمعايير معينة".
وتزامنت تصريحات المصدر مع الوقت الذي لا زالت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة تكرر إعلاناتها بالصحف المحلية منذ خمس سنوات بحثا عن مبنى ليكون مقرا موقتا للمستشفى، إلى حين تنفيذ المشروع الذي اعتمدت له وزارة الصحة 250 مليون ريال، ومع مطالبات هيئة مكافحة الفساد لوزارة الصحة بالتحقيق في أسباب الإهمال الحاصل في المستشفى، والعمل على تهيئة المبنى أو الانتقال للآخر، بعد ضبط مخالفات عدة. من جهته، أكد مساعد مدير الشؤون الصحية للشؤون الفنية بجدة الدكتور تركي الشريف لـ" الوطن" أنه "لا يوجد مبنى في جدة قد يحل أزمة انتقال مستشفى الصحة النفسية الحالي له"، مبررا ذلك بأن مستشفى الصحة النفسية لابد أن يكون ضمن شروط معينة حتى تضمن لمرضى المستشفى الراحة والاستقلالية التامة.
وأضاف أن سبب تكرر إعلانات المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة في البحث عن مبنى بديل لاستئجاره كمستشفى للصحة النفسية يعود إلى "عدم توفر المبنى المناسب في كافة أرجاء مدينة جدة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها". وأشار الشريف إلى أن مشروع إنشاء مستشفى الصحة النفسية بجدة تم تسليمه لإدارة المشاريع في وزارة الصحة وهي لديها لجنة مخصصة تقوم بالاطلاع على المشروع ومتابعته، قائلا:"علما بأن وزارة الصحة تعي تماما بأن مبنى مستشفى الصحة النفسية بجدة متهالك وقديم ويتجاوز عمره الزمني 50 عاما، ولكن شهدت مباني المستشفى ترميمات نفذت لأكثر من مرة، ولا يوجد لدى الشؤون الصحية حلول تذكر سوى القيام بعملية ترميم أخرى لبعض المباني داخل المستشفى".
وبين أنه توجد خطة وضعتها الشؤون الصحية كحل آخر، تتمثل بإجراء الترميم لبعض المباني وإزالة البعض وإنشاء طوارىء أخرى حديثة داخل المستشفى.
بدوره، اعتبر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد أن ما يحدث من ظهور إعلانات عبر الصحف حول البحث عن مبنى بديل لمستشفى الصحة النفسية في جدة "نوع من التخبط لدى وزارة الصحة"، موضحا أن إيجاد مبنى بديل ليس من الصعوبة ولا يعتبر استئجار مبنى بديل حلا مناسب لمستشفى الصحة النفسية، مبرر ذلك بأنه طالما أن وزارة الصحة قامت بتخصيص ميزانية واختيار الأرض لإنشاء مشروع مستشفى الصحة النفسية، فلا يوجد حاجة للمبنى البديل.
وقال الحامد إن "عدد مستشفيات الصحة النفسية في المملكة يبلغ نحو 18 مستشفى، وأغلبها يعاني من نقص في الخدمات ولا يليق بمرضى الصحة النفسية، إذ إن وزارة الصحة لا تضع في أجندتها الاهتمام بهذه المنشآت بل توجه الاهتمام لمنشآت صحية أخرى.