أدى فشل فريق الخبراء التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في التوصل لاتفاق مع مسؤولي البرنامج النووي الإيراني خلال زيارته الأخيرة لطهران، إلى موجة من التوقعات في واشنطن حول ما يمكن أن يعلنه الرئيس باراك أوباما في الأيام المقبلة بشأن الاجتماع المقبل لمجموعة 5+1 الدولية مع الإيرانيين بإسطنبول. وكان تفتيش موقع بارشان العسكري الإيراني الذي تقول الوكالة إنه يستخدم لتطوير جوانب نووية عسكرية محلا للخلاف بعد أن رفضت طهران ما سبق أن وعدت به من السماح للمفتشين بتفقد الموقع. وتظهر الصور الفوتوجرافية التي حصلت عليها أقمار التجسس الأميركية تجدد الأعمال الإيرانية التي تهدف لإخفاء طبيعة الأنشطة التي شهدها الموقع عبر تغطية بنايتين كبيرتين في بارشان بأغطية تستخدم لمنع الموجات الصوتية من رصد ما يمكن أن يكون بداخلهما.
وقال الخبير النووي الأميركي جيفري لويس الذي يترأس برنامج منع الانتشار النووي في آسيا بمركز جيمس مارتن لمنع الانتشار، إن طهران لا تدرك ربما خطورة الوضع الذي يحيط بها في اللحظة الحالية. وقال "سافر الوفد إلى طهران ليفاجأ أعضاؤه بتراجع الإيرانيين عن بعض النقاط التي سبق التنسيق بشأنها. إن هذه اللعبة المملة باتت تستفز كثيرين في العالم الآن".
وتابع لويس "أعتقد أنهم لا يريدون للمفتشين تفتيش موقع بارشان، بعد آخر زيارة للموقع في 2005. هناك معلومات تشير إلى أن مسؤولا إيرانيا عن البرنامج قال لدبلوماسي أجنبي بفيينا إنه يعتقد أن تلك ستكون الزيارة الأخيرة. وربما رأى الإيرانيون وقتذاك أن التفتيش يعني أن الخبراء لن يعودوا للموقع مرة ثانية، ولذا نقلوا بعض العمليات النووية إليه. إلا أن معلومات من أكثر من دولة أشارت لأنشطة تدعو للاشتباه هناك".
واتفق الباحث الرئيسي في معهد العلوم والأمن الدولي ديفيد أولبرايت، مع ما قاله لويس بشأن بارشان. وأضاف "الإيرانيون يقولون للوكالة إنهم يريدون الاطلاع على المعلومات السرية التي جعلت الوكالة تشتبه في الموقع وترغب في تفتيشه. والسؤال: لماذا لم يطلب الإيرانيون ذلك قبل التفتيش الأخير في 2005؟. وإجابتي على ذلك السؤال أن الأرجح هو أن الإيرانيين جربوا مفجر يصلح للسلاح النووي ولكن على متفجرات تقليدية داخل الموقع بالإضافة إلى أنشطة أخرى. وسيعرف المفتشون ما حدث على أي حال عند تفقد الموقع إذا تمكنوا من ذلك".
وتابع "إيران ستعبر الخط الحرج لإنتاج مكونات السلاح النووي في منتصف العام المقبل. وإذا ما قرر الإيرانيون وقتها تخصيب اليورانيوم لنسبة أعلى من 20% فإنهم سيتعرضون دون شك لضربة عسكرية مؤلمة هذا إن لم تحدث الضربة في موعد ما من هذا العام. إن القضية تدخل الآن دائرة المواجهة".