قبل نحو يومين احتج مدرب مانشستر يونايتد السير اليكس فيرجسون على إقالة نظيرة الإيطالي روبرتو مانشيني من تدريب مانشستر سيتي، مؤكداً أن القرار أصابه بالذهول قياساً على الإنجازات التي حققها المدرب المُقال خلال فترة وجيزة، مذكراً أن مانشيني قاد سيتي إلى تحقيق بطولة الدوري ثم المركز الثاني في الموسمين الأخيرين، فضلاً عن الفوز بكأس إنجلترا منهياً بهذه الألقاب 44 عاماً من غياب قطب مدينة مانشستر عن الواجهة.
ولم يتناس فيرجسون الذي أعلن اعتزاله التدريب أخيراً أن ينتقد بعض مالكي الأندية في إنجلترا لاتخاذهم قرارات بهذه الطريقة!.
وربما كان السير المعتزل مذهولاً بالفعل لأن مانشيني استطاع أن يكسر شوكة اليونايتد خلال الموسمين السابقين، خاصة بعد الفوز التاريخي الذي حققه سيتي على جاره بستة أهداف قبل نحو عامين، والفوز ذهاباً وإياباً على الجار نفسه خلال هذا الموسم.
المدرب الإيطالي غادر مانشستر سيتي وهو يشعر بغصة على اعتبار أنه لم ينل ما يستحق من التقدير، بينما يشعر مسؤولو النادي بالندم على تأخرهم بطرد مانشيني الذي يعتقدون أنه اصطاد عصفوراً بعشرة مدافع، خاصة أن ما صرف على النادي الإنجليزي يكفي للمنافسة على دوري أبطال أوروبا.
وما بين غصة المدرب وحسرة المسؤول ينقسم المتعاطفون ومعهم العقلاء، إذ إن ثمن الصبر باهظ ويصعب على بعض تحمل تكاليفه أو حتى انتظار نتائجه!
وإن صحت الأنباء الواردة من الرياض عن قرب تولي الدولي السابق سامي الجابر مهمة تدريب فريقه السابق الهلال، سيشهد الوسط الرياضي جدلاً من نوع مختلف، فالنجم الأسطوري بالنسبة لمشجعي النادي العاصمي سيكون مطالباً بما عجز عنه أسلافه من المدربين حتى وإن احتكر بطولة الدوري لمواسم طويلة، إذ بمجرد فشل الهلال في الفوز بدوري أبطال آسيا لموسمين متواليين ستتصاعد الانتقادات وسينزل رئيس النادي إلى مستوى المشجع البسيط ليتخذ قراراً بالاستغناء عن الجابر على اعتبار أن صبر العقلاء في بلادنا يوازي مثيله لدى أصحاب العاطفة، علماً أن غياب أندية كبيرة مثل ريال مدريد ويوفنتوس وبايرن ميونيخ عن الفوز بدوري أبطال أوروبا لسنوات طويلة لم يمنع مسؤولي هذه الأندية من الاحتفاظ بمدربيها طويلاً والاحتفاء بإنجازاتها في البطولات الوطنية.
كثير من أنصار الهلال يرحبون بقدوم الجابر لأنهم ينظرون إليه كمخلّص ومفتاح صحيح لإنهاء العقدة الآسيوية، بينما المنطق يفرض أن تولي الجابر لهذه المهمة خطوة صحيحة نحو تغيير مفاهيم خاطئة في الهلال نحو المدرب المحلي ستسهم في تدشين عهد جديد بعيداً عن البحث وراء إنهاء "العقدة" والنظرة الضيقة.
نعلم أن بلاتيني وفان باستن ودالغليش لم تشفع لهم نجوميتهم في عالم التدريب، ولكن علينا أن ننظر أيضا إلى أمثلة ناجحة عربياً مثل بادو الزاكي وحسن شحاتة ونبيل معلول.
يبقى أن نجاح الجابر رهن بقائه حتى انتهاء تعاقده الرسمي مع الهلال، على أن يتفق الهلاليون أولاً على التعامل مع الفترة بحلوها ومرها وانتظار وعود المدرب الجديد حتى اليوم الأخير في عهده وهي لغة العقلاء، أما إن كانت" لازمة" العالمية ستطارد الجابر من مكان إلى آخر فالأفضل لرئيس الهلال وجماهير ناديه أن يحتفظوا بالود مع نجمهم الأسطوري وأن يبحثوا عن مدرب يستطيع تحمّل هذا الصداع!.