استقبلت أروقة وعيادات مستشفى "عرفان" صباح أمس المرضى والمراجعين بعد قرار وزارة الصحة بإعادة فتح المستشفى من جديد وذلك بعد انتهاء مدة الإغلاق التي أقرتها الوزارة وقدرت بـ60 يوما، نتيجة خطأ طبي راح ضحيته طفل.
ورصدت "الوطن" إقبال المواطنين والمقيمين من المسجلين بالمستشفى على العودة ومراجعة العيادات الخارجية والمختبر والصيدلية، وقال عضو مجلس الإدارة عادل باقدو "إن مستشفى عرفان محل ثقة المرضى وتبين هذا من ازدحام العيادات في اليوم الأول للافتتاح وتمت الاستفادة من الأخطاء لتعديل بعض الملاحظات التي لم نكن نستطيع تعديلها بسبب المرضى والمراجعين طوال اليوم لأنها تحتاج إلى وقت، مؤكدا عودة الأقسام والعيادات للعمل بكل طاقتها، واستقبل المستشفى عددا من المرضى في يومهم الأول بعد إغلاق دام 60 يوما".
من جهته، أوضح المدير التنفيذي لمستشفى "عرفان وباقدو" الدكتور محمد عرفان خلال لقاء صحفي أمس، أن التوصيات التي خرجت بها مديرية الشؤون الصحية بعد إحالة كامل ملف قضية الطفل المتوفى صلاح الدين يوسف والخارجة من الهيئة الصحية الشرعية الأساسية بمكة المكرمة تبلغ تسع توصيات، حيث حملت المستشفى 60% من الأخطاء في مخرج الأوكسجين منها أن جهاز التخدير المستعمل قديم ولم يتم اختباره قبل العملية، وحرصا على سلامة وأمن المرضى أوصت اللجنة، بمراجعة جميع أنابيب الغازات في المستشفى وتحديثها والتأكد من أن جميعها تحمل الألوان المميزة للغاز المناسب، ومراجعة المرافق الهندسية في المستشفى وتشمل الكهرباء والتكييف والصرف الصحي والغلايات، ووضع آلية لصيانة المرافق الهندسية بالمستشفى، وتحديث أجهزة التخدير بالمستشفى ومراجعة صيانتها حسب معايير السلامة والجودة، وتزويد قسم التخدير بالعدد المناسب من الاستشاريين والأخصائيين وفني التخدير المؤهلين، وتوفير جهاز تخدير ثابت، وتطبيق ومتابعة سياسات وإجراءات الجودة بالمستشفى، ومراجعة كاملة لآلية منح التأشيرات للعاملين بالمستشفى مع مكتب الجوازات، وضرورة حصول المستشفى على شهادة سارية المفعول من الدفاع المدني.
وأشار الدكتور عرفان إلى أن الخطأ الذي وقع تقني وليس طبيا، مشيرا إلى أن عدد العملاء للمستشفى بلغ 40 ألف شخص، وسنسعى في خطة إعادة التشغيل إلى بلوغ هذا الرقم بأسرع وقت ممكن، حيث إن جميع العيادات والأقسام تم تفعيلها بشكل أفضل.
وأكد أيضا أنهم خلال فترة الإغلاق لم يتم تسريح أي موظف، بخلاف استقبال الإدارة بعض الاستقالات من السعوديين لحصولهم على وظائف في أماكن أخرى وأن جميع رواتبهم صرفت كاملة طوال تلك الفترة.
واضاف بأن أبرز الملاحظات المسجلة من قبل وزارة الصحة تخص الأمور الطبية، وتكمن في نقطتين رئيسيتين هما الصيانة وما يتعلق بشبكة الغازات، إضافة إلى المشكلة المتعلقة بنظام الحرائق والرشاشات في الغرف، مشيرا إلى أن جميع مستشفيات جدة تعاني من هذه المشكلة، ونحن استغللنا فترة الإغلاق وأنجزنا 80% من شبكة الإطفاء حسب مواصفات الدفاع المدني.
ولفت عرفان في مؤتمره الصحفي إلى أن المستشفى يخدم شريحة كبيرة من المجتمع ويزوره أكثر من 1250 مراجعا ومراجعة يوميا، وراهن على إحصائيات أعداد المراجعين الذين سيعودون بعد شهر، وأكد أن مستشفى عرفان يكاد يكون المستشفى الوحيد بجدة الذي يطلق عليه "مستشفى رباعي" على حسب الحالات الصعبة التي تستقبلها.
من ناحيته، أكد مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود أن لجنة استشارية مختصة تضم أطباء واختصاصيين وقفت على الإصلاحات التي أغلقت المستشفى بسببها منذ شهرين مضت، وتعمل تلك اللجنة على تقييمه كل فترة ستة أشهر للتأكد من جدية تطبيق معايير السلامة والخدمة المقدمة للمرضى.