بدأت كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم مسيرتها تاريخيا بمباراتين فقط عام 1957 عندما كانت الصور تظهر في أجهزة التلفزيون باللونين الأبيض والأسود، لكن نسخة هذا العام ستشهد 32 مباراة، وستجتذب مليارات المشاهدين من أنحاء العالم عبر الشاشات.
وأكد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم أنه واثق من تخطي الرقم القياسي البالغ قدره 6.6 مليارات مشاهد في نسخة العام الماضي في غينيا الاستوائية والجابون.
ولفتت التوقعات إلى أن حجم المشاهدة في البطولة لن يقل بأي حال من الأحوال عن 7 مليارات نسمة على الأقل.
ورغم هذا الرقم العالي من المشاهدة، إلا أن أكثر ما أزعج الجميع عند الإعلان عن فوز جنوب أفريقيا بشرف الإستضافة بديلة لليبيا التي اعتذرت عن عدم احتضان البطولة لظروفها الخاصة، هو أن العالم سيكون مضطرا من جديد إلى متابعة المباريات تحت إزعاج "الفوفوزيلا"، وهي آلة نفخ تشبه البوق في مظهرها العام، ويبلغ طولها نحو المتر، وتصنع إما من الصفائح المعدنية أو من البلاستيك، وتصدر عند النفخ فيها صوتا يشبه صوت الفيلة، وقد تصل شدة الصوت الصادر عنها إلى "120 ديسيبل"، وهي الآلة التي ظهرت وعرفها العالم عند استضافة جنوب أفريقيا لمونديال 2010.
بدأ استعمال الفوفوزيلا في جنوب أفريقيا، كأداة لدعوة الناس إلى الاجتماعات، وتم تقديمها كآلة ترمز إلى جنوب أفريقيا في عام 2004، عندما تم قبول طلب جنوب أفريقيا لاستضافة كأس العالم.
أثارت الفوفوزيلا كثيرا من الانتقادات إبان استضافة جنوب أفريقيا لبطولتي كأس القارات 2009، ونهائيات كأس العالم 2010 بسبب صوتها المزعج، وشكوى عدد من اللاعبين لعدم قدرتهم على التركيز فضلا عن عدم تمكنهم من سماع التعليمات أو الكلام فيما بينهم، وطالبوا بحجبها، إلا أن رئيس الفيفا جوزيف بلاتر صرح أنها جزء من الثقافة الأفريقية، ويجب أن يتم تقبلها. واعترف رئيس اللجنة المنظمة في جنوب أفريقيا داني جوردان بإمكانية منع الفوفوزيلا لما تسبب من إزعاج، إلا أن رئيس هيئة الإعلام الرسمية المحلية للمونديال ريتش مكوندو صرح قائلا: "الفوفوزيلا هنا لتبقى ولن يتم منعها، انظروا إليها كجزء من الثقافة هنا، وهي علامة للاحتفال بكأس العالم 2010. أتمنى من الزوار احترام ثقافتنا واحترام الطريقة التي نحتفل بها".
ورغم شكوى الجميع منها، إلا أنها سرعان من ظهرت وانتشرت في عدد من الملاعب العالمية، ومنها العربية، قبل أن توقفها عدد من الحكومات الأوروبية بقرارات رادعة.